التاسعة بتوقيت الدرة، ونصف نهائي بنكهة كريستيانو وأمام أنظار جورجينا وجماهير الكرة الأرضية، الاتحاد المدجج بروح لاعبيه وعبقرية الحكيم سانتو، وشيء من سحر السامبا والمُطّعم بروح الفراعنة وبصمة الآتاي المغربي ضد النادي الملياري.
هكذا هي كرة القدم، المال ليس كل شيء والإنجازات لا تُشترى والشخصية لا تُستنسخ، فإن لم ترثها عبر تاريخك فلن تحصل عليها ببضعة مليارات، لهذا كانت وما زالت الروح الاتحادية تتوارث عبر الأجيال وتتناغم مع أصالة العشق الجماهيري وهذا تحديداً ما يجعل الإدارات مسؤولة عن فشل تتويج فريق بعراقة وقيمة وتاريخ الاتحاد.
لا مكان للأرقام ولا للترشيحات ولا للشعارات ولا للصفقات المليارية والنفوذ المحلي، فالحديث هنا عن أحد عشر لاعباً سيتواجهون لإعلان بدء المهرجان، وحين يكون الحديث عن الحفلة، فلا يمكن أن تختفي بصمة روما، فكل الحفلات مهما بلغ عدد حاضريها يجب أن تبدأ بروما وتنتهي بقروهي. وروما قائد الاحتفالات وعميد اللحظات الحاسمة وهذا ما يفسر حضوره الدائم حين أعلن على البداية وترك لسانتو رسم النهاية ومراقبة كبير النصر وهو يتحاشى الاحتكاكات.
اجتهد النصر لإنهاء العُقدة وصرف المليارات ليبدأ صفحة انتصار متعطش لها، بينما لم يحتاج الاتحاد سوى روح روما واحترام اللاعبين للخصم فأنهى اللقاء وأحرق العملة النصراوية والضخ الملياري في بورصة الشك والقيمة الفنية.
لم يقدم كريس ما يشفع لقيمته الفنية وسمعته العالمية ومن لا يعرفه سيعتقد أن تاليسكا هو اللاعب الملياري، في حين ظهر النصر كالعادة مجرد فريق ولد وفي فمه ملعقة من ذهب لكنه عاجز على التعايش خارج حديقة القصر الفاخرة، انتهى اللقاء وتأهل الاتحاد لمواجهة الفريق المتمرس والذي يرفض خسارة النهائيات ويسعى جاهداً لخطف الكؤوس كل عام، وقد اكتوى منه الاتحاد والهلال في العام الماضي وها هو هذا العام يعيد الكرة مع الهلال ولن يتردد في إكرام الاتحاد متى ما تجاهل الاتحاد قوة الخصم.
لهذا سيكون النهائي صعبا إذا أخذنا في عين الاعتبار ان الفيحاء هو الفريق الذي سيلعب على المرتدات والكرة الثابتة والاتحاد هو الفريق الذي يفقد أهم لاعبيه بعد الدقيقة 60 بدنيا ولياقياً.
لكنه يبقى مدعوما بمدرجه الذي ما زال يتنفس العشق ويحول كل الملاعب لبيت الاتحاد الأول ولا يتوانى في دعم ومؤازرة الفريق ويؤمن جداً أن كل نهائي خارج جدة هو "نداء من الاتحاد لعشاقه".
وجب علينا تلبية النداء، ووجب عليكم إعلان الاتحاد بطلاً للسوبر في سنة تتويج الأساطير وحضور النجوم العالمية لدورينا المحلي.
التعليقات