في لقاء ثقافي تكريمي بأحد الأندية الأدبية، قبل أعوام، كان مخصصاً لتكريم شخصية أدبية معروفة، وللأسف وكالمعتاد كان الحضور لا يتجاوز أصابع اليد، عندما جاء دوري في التعليق قلت للمسؤولين عن النادي، لماذا لم يتم اجتماعنا على طاولة اجتماعات بدلاً من وجود منصة، ومكرفونات وقاعة كبيرة، لم يحضر بها سوى 10 أشخاص، ويبدو أن إدارة النادي قد تضايقوا من تعليقي، وفضلوا عدم دعوتي مرة أخرى لأي نشاط يقام في ذلك النادي.

المهم أن الوضع في الوقت الراهن أسوأ حالاً، فالحضور للأندية أصبح أقل من القليل، وهو منذ تم إنشاؤها لم يكن الحضور بها كبيراً، نظراً لنخبوية النشاط الذي يقدم بها، ولا يكون الحضور جيداً سوى في حال استضافة شخصية مشهورة أو معروفة، أو ذات شأن كبير.

هذا مدعاة للسؤال عن مستقبل الأندية الأدبية، خاصة بعد تنوع الأنشطة وتعددها في الفترة الراهنة، بين فن وترفيه، ومناشط عدة كلها تدخل وتندرج ضمن الثقافة، فالثقافة لا تقتصر على الكتابات الأدبية فقط، وهو المفهوم الذي لا يزال مترسخاً لدى بعض العقليات التقليدية.

أتوقع أن وزارة الثقافة لديها خطة لمعالجة وضع الأندية، بالذات أن كثيراً منها تمتلك مقرات جيدة، يمكن الاستفادة منها بتحويل تلك المقرات إلى مراكز ثقافية تشمل: الفن والثقافة والترفيه، ويصبح الإبداع الكتابي قسماً من أقسامها، ويصبح للسينما والمسرح، ولصناعة الأفلام، وصناعة المحتوى، وكل الأنشطة الفنية والفكرية حضورها الفاعل في هذا المركز، ولعل في التجربة المصرية مع قصور الثقافة نموذجاً حياً لذلك، حيث شاهدت بنفسي أثناء تكريمي في قصر الثقافة في محافظة الزقازيق بمصر مؤخراً تلك المقار الشمولية التي تتميز بالتنوع واندماج الأنشطة مع بعضها البعض، وفي ذات الوقت استفادة كل فئة من الأخرى، واستمتاع الكل بهذا التنوع الذي يكون تحت سقف واحد.