هذا الطالب هو العالم الفيزيائي الدنمركي "نيلز بور" والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء من عام 1922، وقد ورث حب الفيزياء من والده الذي كان أستاذ فيزياء في جامعة كوبنهاجن. بعد نيله شهادة الدكتوراة التحق بجامعة كمبردج في بريطانيا، واستمر في أبحاثه عن نواة الذرّة. وقد لقي التشجيع من الحكومة الدنمركية وأُنشئت لأجله مؤسسة الفيزياء النظرية وأمنت له كل ما يحتاجه من الأموال والعنصر البشري من علماء وفنيين..

نظر الأستاذ إلى إجابة الطالب فأعطاه صفراً، كان السؤال في مادة الفيزياء، وهو كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام البارومتر (قياس الضغط الجوي)؟ هذا الطالب قال: أربط البارومتربحبل طويل، وأدليه من أعلى الناطحة حتى يلامس الأرض، ثم نقيس طول الخيط. قدم الطالب تظلماً لإدارة الجامعة، مؤكداً أن إجابته صحيحة. أُعطي فرصة ثانية وتم تشكيل لجنة، وأثناء مناقشته أجاب أنه يوجد أكثر من وسيلة لقياس طول المبنى، منها أن نلقي بالبارومتر من أعلى المبنى ويقاس الوقت الذي يستغرقه حتى يصل إلى الأرض، أو أن نقيس طول ظل البارومتر وظل الناطحة ونعرف طول المبنى من تناسب الطولين، والطريقة الأسهل أن نعطي البارومتر لحارس العمارة بشرط أن يخبرنا عن ارتفاعها. أما الطريقة الأصعب فهي أن نحسب ارتفاع الناطحة من معرفة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وفي أعلى الناطحة باستخدام البارومتر. وكان هذا هو الجواب الذي تنتظره اللجنة مما يدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء.

هذا الطالب هو العالم الفيزيائي الدنمركي "نيلز بور" والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء من عام 1922، وقد ورث حب الفيزياء من والده الذي كان أستاذ فيزياء في جامعة كوبنهاجن. بعد نيله شهادة الدكتوراة التحق بجامعة كمبردج في بريطانيا، واستمر في أبحاثه عن نواة الذرّة. وقد لقي التشجيع من الحكومة الدنمركية وأُنشئت لأجله مؤسسة الفيزياء النظرية وأمنت له كل ما يحتاجه من الأموال والعنصر البشري من علماء وفنيين، مما أسهم في تركيزه على الأبحاث وحصوله على جائزة نوبل.

وبعد احتلال ألمانيا النازية للدنمارك هرب إلى بريطانيا ومنها إلى أمريكا ليواصل أبحاثه في مختبر سري مما أسهم في صنع القنبلة الذرية. وبعد الحرب العالمية الثانية عاد إلى بلاده ليستأنف جهوده في أبحاث الفيزياء النظرية، وخصصت له حكومته قصراً للسكن مدى الحياة يليق بأمثاله من مشاهير العلماء.

هذا العالم أسهم في نجاحه عدة عوامل، من أهمها ذكاؤه الحاد وحبه للمادة، ووجود أب متمكن من المادة تتلمذ على يديه، والتشجيع من الحكومة الدنمركية التي هيأت له كل أسباب النجاح، فابتعثته لأفضل الجامعات، وفرغته للبحث والتطوير، ودعمته مالياً حتى يتفرغ لأبحاثه. ومن هذه القصة وهذا النجاح يمكن أن نلخص أهم عوامل اكتشاف المواهب ورعايتها:

أولاً. المدارس هي المكان الأول والأفضل في اكتشاف المواهب وتنميتها في شتى المجالات، فمعظم العلماء والفنانين والرياضيين تم اكتشاف مواهبهم ورعايتها في المدارس ومن قبل معلمين مخلصين لرسالتهم، لكن ذلك يتطلب أن نهتم بالمعلم حتى يهتم بالطالب، وأن نعطيه المنزلة الاجتماعية اللائقة به، فهو المؤتمن على أغلى ما في الوطن، وهو حامل رسالة التعليم العظيمة. وأن نهتم بالطالب الذي من أجله وجدت المدرسة، فنهيء البيئة المناسبة للتعلم، ومنها تحديد عدد الطلبة في كل فصل بحيث لا يزيد العدد على أربعة وعشرين طالباً مهما كلف ذلك من أموال وعدد معلمين، فالاستثمار في التعليم الجيد يعطي ثماره أضعافا مضاعفة. منها أيضا تهيئة المدارس بكل ما يحتاجه الطالب لجعل التعليم جاذباً ويساعد على إبراز المواهب من معامل ومختبرات وملاعب ومسارح وأنشطة لا منهجية، كالكشافة والتطوع وغيرها.

ثانياً. الأبحاث والتطوير توجه دولة، ولن ينجح إلا برعاية تامة من أعلى سلطة في الدولة، ومنها تفريغ العلماء وحملة الدكتوراة للأبحاث، وعدم إشغالهم بأعمال روتينية يؤديها خريجو الكليات الإدارية، كما أن وضع ميزانيات كافية لما يقوم به الباحث مهم، والتأكد من عدم صرفها على أمور إدارية أو دورات داخلية وخارجية. مع توفير كل متطلبات البحث والتطوير من معدات ومواد مهما كانت التكلفة. أما المرحلة الأهم فهي أن تجد الأبحاث طريقها للتطبيق والتصدير فيما بعد.

ثالثاً. التعاون مع مراكز الأبحاث في الدول المتقدمة واستقطاب العلماء من الجامعات المتميزة من أهم مصادر دعم الأبحاث، كما أن قبول الطلبة المتميزين من الدول الأخرى في جامعاتنا له فوائد كثيرة، منها استقطابهم بعد التخرج للعمل في المملكة، كما أن وجودهم في جامعاتنا له تأثير ثقافي إيجابي مهم.

التعليم هو القاطرة التي تأخذ الدولة إلى مصاف الدول المتقدمة، وكلما زاد الاهتمام بالتعليم تحسنت كل العوامل المؤثرة في قوة الوطن.