الساحة الثقافية مثلها مثل أي مجال من المجالات، مثلها مثل الساحة الرياضية أو الفنية لا تخلو من الأحقاد، والتنافس غير الشريف، وربما التنمر أو العنصرية تجاه بعضهم البعض، والأنا العالية لدى كثير منهم، وعلى ماذا، لا أعرف!! والأخيرة باتت مشهورة جداً عن أبناء هذا الوسط.

رغم أن الصورة الذهنية عن المثقف تتمثل في كونه شخص راقٍ، وقدوة في أمور كثيرة، ويمثل نموذجاً فريداً لباقي أبناء المجتمع، بحكم أن ثقافته واطلاعه تجعل منه إنساناً يمتلك حساً إنسانياً عالياً، ما يجعله بعيداً عن التنافس غير الشريف.

أيضاً ما قد ألمسه في الوسط الثقافي هذه الفترة بالذات اللهاث الشديد من قبل كتاب، ربما يكون بعض منهم مبتدئين، أو في بداية الطريق وهم يسعون إلى أن يستكتبوا نقاداً يقومون بعمل دراسات حول إصداراتهم، وربما لا يكون مثل هؤلاء نقاداً في الأساس أو أن بعضهم لا يمكن لنا أن نصنفه على أنه كاتب، وهنا تكمن المشكلة، عندما يكتب عنك من هو أقل منك احترافاً للكتابة، والنقطة الأخيرة: قضية الأستاذية التي لا تزال تسقط ظلالها على الساحة الثقافية وأن هناك رموزاً في الساحة قادرين على توجيه الكتاب، بالذات الجدد منهم، فنجدهم يصنفون الآخرين تصنيفات تعتمد على وجهات نظر شخصية، فهذا الكاتب: "ما عنده شيء" والآخر: "سطحي" وما صاحب ذلك من التصنيفات، وهم جميعاً لا يمكن لهم بأي حال من الأحوال وضع معايير مقننة للكتابة، سواء أكانت كتابة إبداعية أو خلاف ذلك، عدا المعايير التي تصنف كل جنس أدبي وإلى أي لون ينتمي من تلك الأجناس الأدبية، أما قضية جودة النص، فهي تخضع للذائقة، ولا يمكن أن تضع لها معياراً بحكم أن الفن ذاته لا تحكمه معايير دقيقة، كونه فضاءً حراً، يبحر فيه الكاتب كما يشاء، والحرية ذاتها تساعد الكاتب على أن يقدم شيئاً جديداً في عالم الإبداع، مودتي للجميع.