«لقد كنّا في الأصل نعمل على بناء رصيف تجاري، ولكن أثناء عملية البناء، ملأنا جزيرة اصطناعية للطرف المستثمر، وفي النهاية شاركنا في استثمار وتشغيل الميناء». يقول يانغ تشي يوان، المدير العام لمركز الإدارة الإقليمية بالشرق الأوسط لشركة تشاينا هاربور للانشاء.
في عام 2013، دعا مشروع الجرف والاستصلاح في جازان إلى تقديم عطاءات، وقد اشتمل العمل بشكل أساسي على أعمال التجريف والاستصلاح وبناء حواجز الأمواج ورصيف مؤقت. وتطلب المشروع استخدام الكتل الحجرية لبناء حواجز الأمواج، ونقل الرمال بعد جرف الميناء إلى أراض تبعد 8 كيلومترات عن موقع المشروع.
ويقول يانغ تشي يوان إن شركة تشاينا هاربور التي تمثل الطرف المقاول للمشروع، قد واجهت ارتفاعاً حاداً لأسعار المواد بسبب التغيرات في الوضع الإقليمي والسوق الدولي، مما أدى إلى تضاعفت تكلفة البناء. وفي الوقت نفسه، لم يكسب التصميم الأصلي لحاجز الأمواج الرضا الكافي، ولم يكن تجريف الرمال والتربة مستهلكًا للوقت وشاقًا فحسب، بل زاد أيضًا من المخاطر البيئية. ولذلك، قام يانغ تشيوان، المدير العام للمشروع في ذلك الوقت، بمناقشة هذه الهواجس بصراحة مع الطرف المستثمر.
رأى يانغ تشي يوان بأن يتم ردم الطمي الزائد في الجزء الشمالي من منطقة الميناء لزيادة مساحة البناء لمدينة جازان الصناعية الواقعة أسفل المصب. إلى جانب استعمال الطمي الذي تم تجريفه حديثًا وتعبئته في جزيرة اصطناعية بجوار رصيف الميناء. كما يمكن إعادة تعديل التصميم الأولي أثناء الأشغال، ومن ثم زيادة وظيفة وعمر الميناء. وبعد جولات من النقاش بين الجانبين، تم تحسين تصميم الميناء وتعديله أخيرًا. وفي عام 2016، فازت شركة تشاينا هاربور بمناقصة مقاولة مشروع التصميم والتوريد والبناء لميناء جازان التجاري.
في عام 2019، تم الانتهاء من بناء ميناء جازان التجاري. وبات بإمكانه استقبال السفن الضخمة التي تحتوي على أكثر من 15500 حاوية مكافئة، والتعامل مع سفن الشحن العامة وناقلات البضائع السائبة بأكثر التي تزيد حمولتها على 10 آلاف طن. وقال يانغ تشي يوان: «مقارنة بالتصميم الأصلي، وفرنا للمالك أكثر من 80 مليون دولار أمريكي، وحصلنا على خدمات ذات قيمة مضافة كبيرة، ومساحة لمزيد من الترقيات في المستقبل».
في فبراير 2021 ، شكلت شركة تشاينا هاربور وشركة هوتشيسون هومبوا اتحادا للحصول على حق استثمار وتشغيل المرحلة الأولى من ميناء جازان التجاري لمدة 15 عاماً. في 7 سبتمبر من هذا العام، أقيم حفل افتتاح الميناء رسمياً، ودخل الميناء مرحلة التشغيل التجاري.
في هذا الصدد، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، إن ميناء جازان التجاري سيساعد في تعزيز القدرة الصناعية لمنطقة جازان، والاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة والموارد الطبيعية، ويسهم في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في سلسلة التوريد الصناعية العالمية. كما قال خالد السالم، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع بالسعودية، إن الجهود التي تبذلها الشركات الصينية في بناء المدينة الصناعية الأساسية في جازان قد خلقت ظروفًا مواتية للغاية لمزيد من الاستثمار في هذا المجال في المستقبل.
ويذكر أن شركة تشاينا هاربور قد فازت مؤخراً بجائزة أفضل مقاول موانئ على هامش منتدى الموانئ العالمي بإمارة دبي. وقال عبد الهادي بن عبد الرحمان، الرئيس التنفيذي لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، الذي حضر حفل توزيع الجوائز، إن شركة شاينا هاربور قد تغلبت على العديد من التحديات وأوفت ببنود العقد بجودة عالية. مضيفا بأن جازان بصفتها تقع على الممر المائي الدولي للبحر الأحمر، تمثل بوابة تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا وتمثل عقدة مهمة في البناء المشترك لـ «الحزام والطريق»، ويمكنها أن تلعب دوراً مهماً في المستقبل.
- صحيفة الشعب اليومية الصينية
التعليقات