عرس كبير للسينما والأفلام تقيمه جدة، هذه الأيام. في السنة الثانية من عمره الشاب، فاز مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي باهتمام المنتمين للصناعة والنجوم.. ممثلين ومخرجين ومواهب حديثة.

للمهرجانات حساباتها وتركيبتها المعقدة، وغالبًا ما تحتاج عمرًا من التجربة والمشاركات، حتى تصبح مهمة وموثوقة، ويشار إليها بالأهمية.. هذا المهرجان استطاع أن يفعل ذلك سريعًا، وفي وقت حساس تمر به صناعات السينما والإعلام والترفيه.

يقام المهرجان على مسافة أيام من فوز منتخبنا الوطني على منتخب الأرجنتين، في مباراة أذهلت العالم، ليواصل بناء السمعة المتوهجة للمملكة، في ظل الإصلاحات الحديثة، والرغبة الجادة في الريادة بمختلف المجالات.

ما يحدث في صناعات الترفيه والرياضة والأفلام، بشكل خاص، والانفتاح على العالم في المجالات الإبداعية عمومًا؛ يعبر بالضرورة عن الصورة السعودية الجديدة. تعتمد المملكة في منهجيتها الجديدة على جذب المبدعين للمشاركة معها في رحلتها الطموحة، ودعم شبابها في الوقت نفسه، وبناء أرضية استثمارية واحترافية تضمن الاستدامة والتطوير.

عودة إلى صناعة الأفلام والسينما، لا يزال الطريق طويلاً أمامنا حتى تنضج الصناعة بمفهومها المتكامل. لدينا برامج حوافز نوعية، تقدمها عدة جهات بمعايير وطرائق مختلفة، ومواهب جيدة إلى حد كبير، لكنها ليست كافية، وتشريعات يمكن وصفها - مقارنة بعمرها - بأنها شبه مكتملة.

ما الذي نحتاجه لنشبه هوليوود؟ أولاً: ليس بالضرورة أن نشبهها، ولا يمكننا فعل ذلك، بحسب وجهة نظري الشخصية. لكن، ما نحتاجه فعلاً، هو بناء صناعة حقيقية تشبهنا، وتأخذ من الأسواق التي سبقتنا ما يناسبنا، ويراعي السياقين الزماني والمكاني.

ثانيًا: أظن أننا نحتاج إلى شركات إنتاج ضخمة (سعودية)، تستطيع مواكبة الاحتياج والتغيرات والدعم، تردفها قوانين وتشريعات لتوزيع الفيلم السعودي، أو بما يعرف في السوق بـ(الكوتة).

جهود هيئة الأفلام كبيرة، وأيضًا الجهات الأخرى ذات العلاقة، وما تحقق في وقت قصير يوازي عقودًا في بلدان أخرى. ورغم كل هذا، لا تزال التطلعات كبيرة، والتحديات أكبر، وكله مفهوم وواضح. الأهم ألا نركن جميعًا إلى المنجز المؤقت، أو يغرَّنا التصفيق. والسلام..