موظف يتعامل مباشرة مع العملاء، أثناء تقديم الخدمة لعميل والبدء بالإجابة عن أسئلته، يقاطع المدير الموظف ويتدخل بالإجابة نيابة عنه، لم يفعل ذلك لأن الموظف أخطأ في الإجابة ولكن لأسباب أخرى منها ممارسة السلطة، أو ليظهر أمام العملاء بأنه هو المدير المتمكن الملم بكل التفاصيل، أو لأنه يتوفر لديه وقت لا يدري كيف يقضيه.

هذا الموقف فيه إحراج للموظف وينم عن عدم الثقة ويعطي انطباعا غير جيد عن إدارة العمل في المنظمة.

هذا الموقف يختلف عن مشاركة المدير مع الموظفين في التدريب أو في الفعاليات أو الاجتماعات التطويرية، هذه المشاركة سلوك إداري إيجابي ودعم معنوي وعلاقات إنسانية مطلوبة في بيئة العمل. أما موقف مقاطعة الموظف أثناء تعامله مع العميل من دون مبرر فهو تصرف خاطئ.

المدير الناجح يثق بالموظفين؛ لأنه أحسن اختيارهم وفق معايير مهنية توافق متطلبات العمل وأهداف المنظمة وبالتالي فهو يقوم بدور قيادي ولا يتدخل في الأعمال التنفيذية، هو الذي يمكن أن يتغيب ولا يتأثر العمل لأنه عمل مؤسسي لا يعتمد على شخص واحد.

المدير الناجح الواثق من نفسه لا يظهر في الصورة عند تحقيق الإنجازات بل يقدم أصحاب الإنجازات تقديرا لجهودهم وإنجازاتهم، نعم هو قائد الفريق؛ ولكن من البدهي أن نجاح أي فريق عمل لا يتحقق من دون قيادة، عند نجاح أي منظمة في أي مجال في القطاعات المختلفة سوف يسأل الناس، من هو قائد هذه المنظمة؟ نجاح فريق العمل هو نجاح لقائد الفريق، لا يحتاج القيادي لمقاطعة الموظف أو استلام الجوائز من أجل الظهور في الصورة، صورته واضحة في أداء فريقه، صورته واضحة في تعامل الموظفين مع العملاء، واضحة في تفاصيل بيئة العمل، واضحة في إجراءات العمل، واضحة في جودة المنتجات والخدمات، واضحة في علاقة زملاء العمل وفي الاتصالات الرسمية وغير الرسمية، وفي الإخلاص والانضباط والانتماء والولاء، لا يحتاج المدير للظهور في الصورة إلا في الحالات التي تتطلب الشجاعة والتواصل مع المجتمع مثل حدوث أخطاء جسيمة ضارة بالمجتمع. هنا تتطلب مسؤوليته أن يظهر ليمارس الشفافية إذا كانت هي إحدى قيم المنظمة.