في يونيو 2003م تلقى معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكزتر Exeter البريطانية مليون يورو 1,000,000 یورو هبة من الأمير الوليد بن طلال، وذلك أثناء الزيارة التي قام بها سموه إلى الجامعة التقى فيـها نائب رئيس الجـامـعـة، وبحث معه برنامج المنح والـعـلاقـة الـعـربـيـة البريطانية والتطورات العالمية والتطورات المتعلقة بالجامعة، ومنها إنشاء المركز الجديد للدراسات المالية والاستثمار..
من العالم العربي إلى الأصقاع البارزة في سقف العالم إلى مجاهل أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية وحتى إلى قلب المراكز الحضارية وبؤر الإشعاع في العالم تتدفق مساعدات الأمير الوليد بن طلال في تلك الأماكن، غير أن هذه المساعدات الإنسانية الوجه تعبير أيضاً عن شخصية ذات توجه إنساني وعالمي للوليد بن طلال، فهو مثل ما يتحرك في مهامه الاقتصادية بين قارات العالم يحرص على الإلمام إنسانياً بما يحدث أينما يكون، فيطلع على آلام واحتياجات إنسانية كثيرة تشعره بالانتماء إلى أسرة إنسانية واحدة.
كثيرة هي المناسبات الفاعلة التي يحاول الأمير الوليد بن طلال أن يكون حاضراً فيها، فقد وقف سموه مع صندوق المبادرة الثقافية العربي التي تتبناها الجامعة العربية، وقدم للصندوق 1,000,000 دولار وذلك من أجل تحقيق أهدافه الحضارية في تحسين صورة العرب ومواجهة الحملات الإعلامية الغربية وتصحيح نظرة الغرب تجاه العرب.
كما تبرع سموه بمبلغ 1,500,000 دولار لصالح جمعية فيجن [Vision 97] التشيكية، مساهمة من سموه في دعم البرامج الثقافية والخيرية للجمعية بجمهورية التشيك التي تترأسها سيدة التشيك الأولى.
كما وقف سموه مع جهود المعهد العربي الأميركي الذي يرأسه السيد جيمس الزغبي وذلك من أجل إيصال الصورة الإيجابية عن العرب في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تبرع سموه للمعهد بـ 300,000 دولار لكي يواصل المعهد تقديم رسالته الثقافية والعلمية في الولايات المتحدة الأميركية.
أقامت جامعة إكزتر Exeter البريطانية في 30 يناير 2002م حفل تكريم لـسـمـوه، وذلك بمناسبة منح سموه درجة الدكتوراة الـفـخـريـة فـي الحقوق، تقديراً لجهود سموه في مجال تقريب وجهات النظر بين العرب والغرب.
أقيم الحـفـل فـي القـاعـة الـرئـيـسـة لمجلس الجـامـعـة الكائن في المدينة الجامعية، وفي بداية الحفل ألقى رئيس الجامعة اللورد روبرت ألیكزاندر Robert Alexander كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، ملقياً الضوء على العلاقة الوثيقة التي تربط جامعة إكزتر Exeter بالعالمين العربي والإسلامي، تلك العلاقة التي أثمرت بافتتاح مبنى مستقل لمعهد الدراسات الإسـلامـيـة والـعـربـيـة، والحائز على جائزة أفضل معهد في بريطانيا للدراسات والبحوث.
وبعد ذلك تحدث البروفيسور تیم نبلوك Tim Niblock مدير معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكـزتر Exeter عن الضرورة الملحة للتفاهم والتعاون في مجالات عديدة كالسياسة والاقتصاد والثقافة والدين، معتبراً الأمير الوليد بن طلال خير مثال على هذا التفاهم، وعلق على إنجازات الأمير الوليد قائلاً:
«إن تحقيق الأمير الوليد لنجاحات باهرة على صعيد الاقتصاد العالمي لم يقتصر على درايته وفهمه بأمور الاقتصاد فقط، بل أيضاً من خلال إلمامه بالقيم الحضارية والسياسية التي تقوم عليها أنظمة الدول التي تستثمر فيها».
تلا كلمة البروفيسور نبلوك قيام رئيس الجامعة اللورد روبرت أليكزاندر منح صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز شهادة الدكتوراة الفخرية في الحقوق.
وفي كلمته التي ألقاها فـي الحـفـل تـطـرق الأمير الوليد بن طلال إلى الحوار بين الحضارات، مسلطاً سـمـوه الضوء على إنجازات الحضارة الإسـلامـيـة عـبـر الـتـاريخ، خاصـة خلال فترة الدولة الإسلامية في الأندلس ومـا شـهـدتها تلك الـفـتـرة مـن ثـورة علمية وثـقـافـيـة وسـيـاسـيـة ساهمت في إثراء ثقافات العالم المختلفة.
ونوه سموه بالمسـؤولـيـة الـكـبـيـرة التي تقع على عاتق كـل مـن الأكاديميين ورجال الأعمال، مخاطباً أوساط الاقتصاد والأعمال بقوله: «ليكـون مـعـروفـاً لدى الجميع أن الـعـرب كانوا حملة هداة معالم الحضارة الـيـونـانيـة عـنـدمـا نقلوها إلى أوروبا عـبـر إيـطـالـيـا وفـرنـسـا وبالأخص إسـبـانيا، وأنهـم كـانـوا قـد أسـسـوا في الأندلس حضارة تتميز بالتنوع والتسامح الـعـرقي والـديـنـي الـتـي أدت لازدهار العلوم والـطـب والـفـلسـفـة والـفـنـون، حـتـى أن أعـضـاء الـهـيـئـة الكنسية كانوا من تلاميذ هذه الحضارة، وحـتـى سياسياً، نادراً مـا كـانت تـقـوم الـتـحـالـفـات والمنافسـات والانشقاقات على أسس دينية، فـقـد كـان توظيف الناس وتكريمهم مبنياً على أسس المعـرفـة والمقدرة والحكـمـة بغض النظر عن عقيدتهم، فصمويل بن ناغريلا الحاخام والعلامة المعروف، مثلاً، كان لمدة تقارب الـعـشـريـن عـاماً 1038 - 1056 الوزير الأول فـي غـرناطة، كـمـا كـان للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون المكانة الرفيعة في قرطبة بسبب علمه وحكمته.
والواقع أن تصنيف الحضارات بشكل قاطع إلى غربية وإسلامية يتجاهل العلاقات المتداخلة التي تغذي المجتمعات في تطورها وتفاعلها مع بعضها البعض على مدى الزمن، وهذا ينطبق بشكل خاص على مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط التي كانت نماذج حياتها المتشابكة أنتجت تنوعات ثقافية وتشعبات حضارية تجمعها أصول واحدة.
ولـكـنـكـم في المجتمع الأكاديمي مع زملائكـم فـي أنحاء العالم تقع على أكتافكـم مـسـؤولـيـة خاصة لاستمالة قلوب وعـقـول البشـر، فالجـامـعـة في النهاية هي الوصي على الأسلوب الـعـقـلاني، وهي التي تنهض بالمسؤولية التاريخية لتثقيف الـعـامـة حتى يستطيعوا التمييز بين المنطق والـسـفـسـطة، بين الـتـوحـيـد والـتـفـريـق، بين القيم الإنسانية العالمية العظيمة وبين ضيق الأفق وعـدم الـتـسـامح، وبين الإقناع والنقد الهدام، وعلينا نحن أيضـاً في أوساط الاقتصاد والأعمـال أن نلعب دورنا الأساسي، كما يجب.
ولتحسين وضع الإنسان فإن علينا جميعاً كأفراد أن ننهض بمسؤولياتنا تجاه ما يحدث في هذا العالم.
فمن خلال العمل المشترك نستطيع أن نحقق ما أراده الله لنا من فلاح».
وتعـد جـامـعـه إكزتر Exeter من أعرق الجـامـعـات الـبريطانية، ويعود تاريخ إنشائها إلى أواسط القرن التاسع عشر، حيث مثلت المدارس والكليات التي أنشئت في ذلك الوقت من قبل المتبرعين النواة الأولى لأحد أعرق الجامعات البريطانية، التي حافظت على تميزها العلمي.
وفي يونيو 2003م تلقى معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكزتر Exeter البريطانية مليون يورو 1,000,000 یورو هبة من الأمير الوليد بن طلال، وذلك أثناء الزيارة التي قام بها سموه إلى الجامعة التقى فيـها نائب رئيس الجـامـعـة، وبحث معه برنامج المنح والـعـلاقـة الـعـربـيـة البريطانية والتطورات العالمية والتطورات المتعلقة بالجامعة، ومنها إنشاء المركز الجديد للدراسات المالية والاستثمار.
وجاء إعلان برنامج المنح أثناء الكلمة التي ألقاها سموه في قاعة معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكزتر Exeter والـتي أعلن فيها دعمه لبرامج المنح الدراسية، لتمكين طلاب جامعة إكزتر Exeter ودول الاتحاد الأوربي الأربع عشرة من السفر إلى العالم العربي وإجراء أبحاث ودراسات عن العالمين الإسلامي والعربي.
التعليقات