رجل سبق عصره بحنكته وفطنته وذكائه وشجاعته وقوة جأشه وحسن تصرفه، وإن أردنا تلمس كل جوانب مسيرته الخالدة احتجنا لمئات المجلدات والدواوين، وذلك حتى نستعرض مواقفه الإنسانية السامية النبيلة ونجاحاته الملهمة وانتصاراته المدوية، ومعرفة كيف تمكن من التغلب على الخصوم وكيف استطاع تجاوز الصعوبات التي واجهته في مرحلة التوحيد والبناء.

بدوي أصيل من قلب الصحراء القاحلة جاهد بلا خوف أو كلل وبمؤونة بسيطة من أجل استرداد أرضه ومملكته وفرض سيادته وإعلاء شأن جملة لا إله إلا الله والمحافظة على المقدسات الإسلامية ورعايتها وعمارتها والإشراف على وصول الحجيج والمعتمرين وعودتهم لبلدانهم سالمين، فجمع تحت رايته القبائل المتناحرة والأسر المتفرقة، وأعاد للجزيرة العربية هيبتها السابقة ومكانتها الشامخة بعد أن استتب له الأمن بحد السيف وعم الأمان أرجاء الوطن الغالي.

نحتفل نحن السعوديين والسعوديات بذكرى مرور 92 عاماً على صدور المرسوم الملكي الكريم الذي يقضي بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، ولا يغيب عن بالنا في كل لحظة الإمام الموحد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء - فله الفضل بعد الله فيما نعيشه الآن في ثنايا اليوم الوطني للعهد الزاهر من رغد الحياة وتعدد النعم وشيوع الخيرات.

وعلى مسير جلالته أكمل من بعده أبناؤه الملوك المغفور لهم بإذن الله سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله المهمة بكل تفانٍ وإخلاص، فارتقوا بالوطن والمواطن للصفوف الأمامية بين الأمم في مختلف المجالات النافعة.

ومع وصول الأمانة ليد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الملك العادل الحازم أصبحت المملكة تقود الأمم وتفرض سياستها الرزينة المعتدلة على الجميع وذلك من أجل ازدهار الشعوب والمحافظة على استقرار السلم العالمي.

وبمقدم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية والبصيرة الذي لا يألو جهداً في تذليل الصعاب وتحقيق المستحيل وتشجيع المبدعين ومحاسبة المقصرين، قفزت المملكة أبعد مما يتصوره العقل في كل ملفات التنمية والاقتصاد من مشاريع سياحية وإسكان وإنشاء مدن جديدة ضخمة وتوطين للصناعات العسكرية والتقنية ودعم الشباب وتمكين المرأة من ممارسة جميع النشاطات التي تناسبها وتحفظ كرامتها ومحاربة الغلو والتشدد والإرهاب.

كل عام والسعودية هي لنا دار، وإلى الأمام يا وطن العز.

فهد نامي السلمي