حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، من أن التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية وصفة "لانفجار كبير" تغذيه إسرائيل بمختلف أحزابها كدعاية انتخابية، متهماً إسرائيل بإلغاء معظم بنود اتفاق أوسلو للسلام المرحلي.

وقال اشتية في تصريح له، إن التصعيد الإسرائيلي ميدانياً بالقتل المبرمج والاستيطان الممنهج، ومصادرة الأراضي والدخول لقلب المدن الفلسطينية وصفة "لانفجار كبير تغذية إسرائيل، وعندما تنتخب هذه الأحزاب تصبح هذه الإجراءات سياسة حكومية رسمية".

وصعدت إسرائيل مداهماتها في الضفة الغربية منذ مارس الماضي، ضمن عملية أطلقت عليها "كاسر الأمواج" رداً على هجمات نفذها فلسطينيون في مدن إسرائيلية وفلسطينية، أدت إلى مقتل 18 إسرائيلياً.

وأسفرت تلك المداهمات الإسرائيلية منذ مارس الماضي عن استشهاد 77 فلسطينياً، بينهم مسلحون شاركوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، بحسب بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.

كما اعتقل الجيش الإسرائيلي 1500 فلسطيني على الأقل، بدعوى أنهم مطلوبون لتورطهم بنشاطات ضد الإسرائيليين، فيما نجح الجيش بإحباط مئات العمليات "الإرهابية" حتى الآن، على حد قول رئيس الأركان العامة في الجيش أفيف كوخافي في بيان قبل أيام.

إلى ذلك، أشار اشتية إلى مرور 29 عاما على توقيع اتفاق "أوسلو" للسلام المرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني إسرائيل بإلغاء معظم بنود اتفاق أوسلو، قائلا إن إسرائيل "لم تبق من اتفاق أوسلو شيئاً يذكر، وألغت معظم بنوده وضربت بها عرض الحائط، وألغت الشق السياسي والاقتصادي والجغرافي، وامتنعت عن التفاوض على قضايا الحل النهائي".

وأضاف أن إسرائيل "استمرت بإجراءاتها الأحادية من خلال الاستيطان، واستمرار اقتطاعاتها المالية، بما هو مخالف للاتفاق وأوقفت الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، التي كان من المفترض أن تضم القدامى والمرضى".

وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني، أن إسرائيل خرقت بل ألغت معظم بنود الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، وهذا الأمر يدعونا إلى التوقف كثيرا عنده ومراجعة ذلك".

وتضمن اتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في واشنطن في 13 سبتمبر عام 1993 سعيا لإنهاء عقود من الصراع، إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية.

ويقول مسؤولون فلسطينيون، إن ممارسات إسرائيل على الأرض طوال السنوات التي أعقبت الاتفاق الذي قام أساسا على حل الدولتين، جعلت تنفيذه أمرا عقيما ويدور في أفق مسدود.

من جهة أخرى، أكد اشتية رفضه ادعاءات إسرائيل أمام العالم، بأنها تريد تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما تقوم به عمل مستمر لتدميرها والمس بمؤسساتها.

وخاطب إسرائيل قائلا :"لا نريد تعزيزاتكم، نريد حقوقنا الوطنية، نريد لهذا الاحتلال أن ينتهي، نريد للشرعية الدولية أن تسود، وللقانون الدولي أن يكون الحكم، مشددا على رفض مواصلة العدوان على الشعب والأرض".

واعتبر اشتية أن الاختباء وراء غياب الأفق السياسي وانشغال العالم في أوكرانيا، والتوجه نحو الانتخابات في إسرائيل لا يمكن أن يكون غطاء لجرائم الاحتلال، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني "صامد ولن يخضع ولن يستسلم حتى دحر الاحتلال".

ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل، على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تدريبات أمنية وعسكرية في خليج حيفا (شمال فلسطين المحتلة عام 1948)، تستمر حتى ساعات المساء.

ونقل موقع /0404/ العبري، عن متحدث باسم جيش الاحتلال، قوله إنه "خلال التدريب؛ ستشاهد حركة نشطة لقوات الجيش والسفن بمحيط الخليج، وستسمع صفارات الإنذار، دون ذكر معلومات إضافية".

وزعم أنه تم التخطيط للتمرين مسبقًا، كجزء من البرنامج التدريبي للجيش لعام 2022، وتبدأ المناورة صباح اليوم وتنتهي ليلاً.

يشار إلى أن ميناء حيفا يضم مرافق عسكرية وصناعية وتجارية، كما يحوي حاويات للغاز والأمونيا، كان حزب الله قد هدد بقصفها في حال تعرضت لبنان لهجوم إسرائيلي.

وتشهد مدينة حيفا في الفترة الأخيرة تدريبات مكثفة، واستعدادات في البنية التحتية، على خلفية التوترات الأمنية والعسكرية في المنطقة.

كما كشفت القناة "12" العبرية النقاب الليلة الماضية، عن بدء الجيش تسيير طائرات محملة بالصواريخ وبدون طيار، فوق مناطق جنين ونابلس بالضفة الغربية المحتلة.

وذكر مراسل القناة للشؤون العسكرية "نير دفوري" أن الطائرات شاركت في عدة عمليات للجيش مؤخراً شمال الضفة، دون أن تطلق صواريخها، إلا أنها باتت جاهزة عملياتياً للقيام باستهدافات في تلك المناطق، على غرار ما كان يجري في قطاع غزة.

وقال المراسل إن الجيش أقر استخدام هكذا نوع من الطائرات، على ضوء سلسلة العمليات العسكرية المتسارعة في شمال الضفة، وتعرض قوات الجيش للنيران خلال عمليات اقتحامها لتلك المناطق.