حذر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة من أسماه محاولات من البعض لإشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع، مؤكداً أن القوات لن توجه سلاحها ضد بعضها البعض وأن لا شأن لهم بهذه القوات وغير مسموح لأحد بالتدخل في الشأن العسكري.
ودعا البرهان في احتفالية أقامها الجيش بذكرى موقعة كرري التاريخية إلى الانخراط في التوافق وتشكيل هياكل الحكم بعيدا عن محاولة إشعال الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية.
وجدد البرهان العزم على المحافظة على المؤسسة العسكرية لحين الوصول إلى حكومة منتخبة تتولى شأن البلاد، مضيفا بأننا نعاهد الجميع بأن راية القوات المسلحة ستظل عالية لآخر جندي أو يسقطوا دونها كما سقط أسلافهم من قبل في كرري، وستظل القوات المسلحة قابضة على جمرة وحدة البلاد التي أصبح يتربص بها المتربصون.
ودعا من يهللون للقوى الاستعمارية في هذه الأيام إلى أن يرفعوا أصواتهم للمطالبة بمحاكمة من اعتدى على أسلافنا بدلا عن التصفيق لهم، مشيرا إلى أننا ينبغي ألا نشرك في شأننا الوطني من لا يريدون خيرا لهذا البلد.
وجاء حديث البرهان في احتفال القوات المسلحة بالذكرى (123) لمعركة كرري بموقع المعركة، بحضور رئيس هيئة الأركان ونوابه وقادة القوات الرئيسة والمفتش العام بجانب قادة وحدات العاصمة.
وقال إننا كشعب سنفقد مكاسبنا من ثورة ديسمبر إذا لم نعي الدرس، لأن نفس الإدعاءات التي كانت تساق ضد الثورة المهدية مازالت اليوم توجه ضد الدولة السودانية.
وأضاف "ينبغي علينا أن نستلهم عبر ودروس الماضي، لننتبه إلى وقف مؤامرات الحاضر وكل ما من شأنه أن يشتت شملنا وينال من وحدتنا".
وذكر البرهان أن الشعب السوداني وقواته المسلحة لم يتزحزحا أو يتراجعا يوم معركة كرري كما أن الدولة السودانية لم تهزم في المعركة، فالمستعمر لم يتسن له دخول أم درمان إلا على أجساد وأشلاء جدودنا في ساحة المعركة.
وأكد أن ما قام به جيش المستعمر كان جريمة ضد الإنسانية يستحق مرتكبيها الحساب، لأنهم مارسوا القتل والفظائع لمدة أربعة أيام بعد المعركة، واستنكر السكوت عن المطالبة بالقصاص بحق شهداء كرري، وأنه ينبغي مطالبة دولة المستعمر بتقديم اعتذار رسمي لأسر الشهداء ولأبناء الشعب السوداني الذين أبادوهم بطريقة مقصودة تحت سمع وبصر كل العالم وقتها، وينبغي أن نصدع بهذا الحق لأن ما جرى كان بمثابة إبادة وتطهير عرقي لأبناء شعبنا لكسر شوكتهم، وفي نفس الوقت، على السودانين أن يفخروا بما قدمه أسلافهم من بطولات اعترف بها الغزاة أنفسهم.
وشدد على أن بذرة النضال مازالت موجودة تتوارثها الأجيال، فحري بنا أن نأتي إلى هذا المكان كل عام لنتذكر أن أم درمان كانت رمزية للدولة السودانية التي دافع عنها كل أبناء البلاد.
وأضاف أن من قتل أجدادنا بالأمس هم من يتنادون اليوم لقتل ثورتنا وذلك باستخدام نفس الأساليب القديمة في الدعاية السوداء وتغذية الصراعات القبلية والتشكيك في القيادة والتحريض على تفكيك القوات المسلحة، مشددا على ضرورة الانتباه لذلك.
وأشار إلى أن من يريدون تفكيك المؤسسة العسكرية السودانية من خلال تلفيق التهم والشائعات المغرضة لن يفلحوا في ذلك، وستظل هذه المؤسسة قوية ومتماسكة وقادرة على أن تعبر بالبلاد، وأن خروجها من السجال السياسي لا يعني أنها ستسمح لأي فئة أن تكرر ما قام به المستعمر من قبل أو ستستسلم لمن يريد أن يفعل بها ما يريد لأن أفرادها قادرون على المحافظة عليها.
التعليقات