عندما انشغلت معظم المجتمعات والدول عن كل شيء - بما في ذلك عن شعوبها - في سبيل مواجهة جائحة كورونا، انشغلت المملكة العربية السعودية برعاية أبنائها في جميع دول العالم، في الوقت الذي سخَّرت كل إمكاناتها لمُواجهة جائحة كورونا باحترافية عظيمة..

عِزة المواطن هدف سامٍ تتضمنه أنظمة وقوانين ولوائح الدول، إلا أن القليل من هذه الدول تطبق وتعمل بالأهداف السّامية التي تضمنتها أنظمتها وقوانينها ولوائحها المعتمدة لديها. ورعاية المواطن الرعاية الحقيقية التي تجعله عزيزاً وكريماً وشامخاً - أينما كان وحيثما اتجه - غاية جليلة ونبيلة يُصرح بها ويعلنها زعماء ورؤساء وقادة الدول في خطاباتهم السياسية، إلا أن القليل من هؤلاء الزعماء والرؤساء والقادة من يطبق ويعمل ويتبنى الغايات الجليلة والنبيلة التي صرحوا بها وأعلنوها في خطاباتهم السياسية تجاه رعاية المواطن الرعاية الكريمة. نعم، إن الواقع الذي نشاهده أمامنا، والظروف التي تشهدها المجتمعات والدول، والأحداث التي يمُر بها ويعيشها المجتمع الدولي، جميعها تُدلل على أن الجهود المبذولة من معظم الدول قد لا تتطابق دائماً مع الآمال المعقودة والمنشُودة، وأيضاً جميعها تشهد بأن الأعمال التي يبذلها الكثير من الزُعماء والرؤساء والقادة قد لا تتطابق ولا تتوافق ولا تتماشى مع حجم الأقوال والوعود والتصريحات التي يطلقونها كوعود في خطاباتهم السياسية. وبما أن هذا الواقع المُعاش والحقيقة القائمة أثبتت وجود فَجوة شاسعة وفارق كبير بين الدول فيما يتعلق بتناقض الأعمال مع الأقوال، فقد سعت بعض المجتمعات والدول التي أخفقت إلى اختلاق القصص الوهمية والأكاذيب لإشغال الرأي العام عن اخفاقاتها، بالإضافة لسعيها الحثيث لتحميل أسباب فشلها لأطراف ومجتمعات دولية أخرى قد تكون في الواقع متقدمة في مجالات عديدة عنها. ومع إقرارنا بِتحقُق نجاح نسبي لخطط الهدم والتخريب والتشويه التي تبنتها بعض المجتمعات والدول التي أخفقت على أرض الواقع في سبيل تشويه صورة المجتمعات والدول التي أبدعت وتفوقت تماماً حتى أصبحت أعمالها تفوق بمراحل أقوالها، ونجاحاتها على أرض الواقع تفوق بمراحل تصريحاتها وأهدافها المعلنة، إلا أن التقدم التقني والتكنولوجي في مجالات الاتصالات ونقل المعلومات ووسائل الإعلام أظهر وبيَّن الحقائق القائمة ليشهد للمجتمعات التي تفوقت في سبيل تحقيق عِزة ورِفعة المواطن، وليُدلل الواقع المُعاش على إبداع الزعماء والرؤساء والقادة الذين حققوا لمواطنيهم وشعوبهم أعلى وأسمى معايير الكرامة الإنسانية أينما كانوا وحيثما اتّجهوا.

نعم، إن التقدم التقني والتكنولوجي العظيم الذي تحقق في مجالات الاتصالات ونقل المعلومات ووسائل الإعلام أظهر الحقيقة القائمة في المجتمعات والدول بعيداً عن التدليس والكذب والتحريف والتشويه، وبيّن بِجلاء مكانة ومنزِلة الشعوب في قلوب وعقول زعمائهم ورؤسائهم وقادتهم السياسيين. وبما أن الحقائق قائمة بما يُشاهده الناس في المجتمعات والدول، وبما تُظهره وسائل الاتصالات والإعلام أينما كانت وحيثما تواجدت، فإنها جميعها تشهد - بكل جُرأة وثبات - بالعِزة العظيمة التي يتمتع بها أبناء المملكة العربية السعودية أينما حلو وارتحلوا في أصقاع الأرض، وبأنها جميعها تشهد - بكل حِيادية وإعجاب - بالرعاية الأبوية الكريمة والعظيمة التي يحظى بها جميع أبناء المملكة العربية السعودية من قادتهم الكِرام. نعم، إنها الحقيقة الظاهرة التي يمكن الاستدلال بها للتمييز بين الجهود التي تبذلها الدول في سبيل عِزة مواطنيها، وإنها الحقيقة كذلك التي يمكن الاستشهاد بها لتوضيح مستوى الاهتمام والرعاية التي يبذلها زُعماء ورُؤساء وقادة الدول في سبيل خدمة مواطنيهم أينما كانوا وحيثما تواجدوا. وهذا القول إنَّ المملكة العربية السعودية تميزت دولياً بما تقدمه لمواطنيها في سبيل عِزتهم ورِفعة مكانتهم، وبأن أبناء المملكة تميزوا عالمياً بما يلقونه من اهتمام ورعاية أبوية كريمة من قادتهم، لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء مبنياً على شواهد قائمة وأدلة ظاهرة شاهدها الجميع، وأُعجب بسموها ورُقيها العالم بأسرة. نعم، إنَّ الشواهد كثيرة على عِزة أبناء المملكة، إلا أننا سنقدم منها واحداً للاستشهاد والتبيان. وإن الأدلة، التي توضح الرعاية الأبوية الكريمة التي يحظى بها جميع أبناء المملكة، لا يمكن حصرها، إلا أننا سنأتي بواحدٍ منها للاستدلال والتوضيح.

نعم، فعندما انشغلت معظم المجتمعات والدول عن كل شيء - بما في ذلك عن شعوبها - في سبيل مواجهة جائحة كورونا، انشغلت المملكة العربية السعودية برعاية أبنائها في جميع دول العالم في الوقت الذي سخَّرت كل إمكاناتها لمُواجهة جائحة كورونا باحترافية عظيمة. وبما أن الأعمال طابقت تماماً الأقوال، فإنَّ ما جاء في "واس" بتاريخ 5 أبريل 2020م يبين بجلاء الرعاية الأبوية العظيمة التي يحظى بها أبناء المملكة العربية السعودية من قادة وطنهم العظيم، حيث جاء الآتي: "إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، وحرصاً من القيادة على سلامة وصحة المواطنين في الخارج في ظل تفشي جائحة كورونا المستجد، ومتابعة شؤونهم وعائلاتهم ومرافقيهم منذ بداية تفشي الفيروس في بلدان العالم، والتأكد من توفير كل ما من شأنه أن يضمن سلامتهم حتى عودتهم لأرض الوطن سالمين، أعلنت وزارة الخارجية لعموم المواطنين والمواطنات الموجودين في الخارج عن إطلاق الخدمة الإلكترونية لعودة المواطنين الراغبين في العودة..".

وعندما تبتعد وتتوارى معظم المُجتمعات والدول عن تقديم المساعدات الصحية والطبية والعلاجية لشعوبهم خلال تواجدهم في رحلاتهم الخارجية للسياحة والإجازات الخاصة، نجد أن المملكة العربية السعودية تبذل وتُسخر كل الجهود المُمكنة لتقديم أرقى الخدمات الصحية والطبية والعلاجية لجميع أبناء المملكة في أي مكان يتواجدون فيه حول العالم. وبما أن الجهود المبذولة في سبيل رعاية أبناء المملكة تتطابق مع التصريحات المُعلنة، فإنَّ ما جاء في "واس بتاريخ" 24 أغسطس 2022م يُبين بِجلاء الرعاية الأبوية الكريمة والعظيمة التي يحظى بها جميع أبناء المملكة العربية السعودية من قادة وطنهم العظيم، حيث جاء الآتي: "بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد - حفظهما الله -، وبمتابعة مستمرة من سمو وزير الخارجية، أجلت سفارة المملكة العربية السعودية في جمهورية تركيا، اليوم، بالتنسيق مع وزارة الصحة، المواطنين المصابين في الحادث المروري في مدينة ريزا شمال تركيا، عبر طائرتي إخلاء طبي، وذلك لاستكمال علاجهم في أرض الوطن، وثمنت السفارة اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله - بأبنائهم المواطنين في كل مكان، سائلين المولى - عز وجل - أن يتم على المصابين الصحة والعافية."

وفي الختام من الأهمية القول إن العِزة والاعتزاز والسُمُّو والشُموخ والكرامة والمُروءة والنَخوة والأنَفة والرِفعة والوقَار التي يتمتع ويتصف بها أبناء المملكة العربية السعودية أمام العالم أجمع إنما هي انعكاس طبيعي للرِعاية الأبوية الكريمة والعظيمة التي يحظون بها من قادتهم وولاة أمرهم - حفظهم الله - حتى جعلتهم الأكثر عِزة وسمُّوا بين شعوب العالم، والأرقى في مستوى الرعاية والاهتمام بين مواطني مختلف الدول والمجتمعات. نعم، إنها الحقيقة الظاهرة التي يَعِيها أبناء المملكة ويُعبرون عنها بالشُكر والإجلال الدائم لِقادتهم وولاة آمرهم، والثناء والتقدير لكل من يعمل في سبيل تنفيذ التوجيهات الكريمة، حتى أصبحوا نموذجاً للوفاء والإخلاص، كما أنهم نموذجاً للتميز في الحصول على الرعاية الأبوية الكريمة بين شعوب العالم.