أكد أكاديميون ومستشارون وباحثون أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- أعاد صناعة التاريخ مجددا وحقق أحلام المسلمين على امتداد العالم بإعلانه إطلاق مشروع البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة"، المشروع الضخم والتوسعات الكبرى ترجمة لاهتمام قادة البلاد المباركة بخدمة الإسلام والمسلمين، وهذا المشروع يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر، وسيتم تنفيذه على أعلى المعايير العالمية، مما يعكس حرص المملكة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة بالمدينة المنورة وإثراء تجربة الزوار وإحياء عبق التراث الثقافي والمعماري الأصيل لطيبة الطيبة.

مسيرة الإعمار

وقال الباحث والأكاديمي د. محمد بن علي الذبياني: لم يكن اهتمام القيادة -حفظها الله- بالمدينتين المقدستين صدفة أو وليد اللحظة، بل كانت ركيزة من الركائز المهمة وأمانة تشرف بحملها ملوك هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس -رحمه الله- وحتى عهد سلمان الحزم والعزم لذلك تمت ترجمة ذلك الاهتمام إلى مشروعات ضخمة ضمت توسعات للحرمين الشريفين تعد من أكبر وأضخم التوسعات التي مرت عليهما، كما أن ذلك الاهتمام قد امتد إلى البنية التحتية لمكة المكرمة والمدينة المنورة وذلك عبر بناء الجسور وتعبيد الطرق وتوسعتها والاهتمام بالجانب العمراني من فنادق وشقق مريحة تجعل الحاج والزائر في راحة أثناء زيارته للأراضي المقدسة، ولا يكاد يمر يوم إلا وهناك مشروع جديد ينضم إلى المشروعات السابقة لكي تكتمل مسيرة الإعمار والتطوير لمكة المكرمة والمدينة المنورة.

أضخم المشروعات

وأضاف: لقد تجلى كل ذلك فيما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- من إطلاق مشروع أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع رؤى المدينة، حيث يعد من أضخم المشروعات التي سيكون لها أبلغ الأثر في سبيل تميز المدينة المنورة من حيث الراحة والاطمئنان للزائر أثناء زيارته لها حيث سيتضمن هذا المشروع تطوير مشروعات فندقية وتجارية ومراكز حضرية تراعي في المقام الأول كسب رضا المستفيد وهو الزائر والمقيم في هذه المدينة المباركة إضافة إلى استضافتهم ضمن بيئة عمرانية متميزة مع توفير ممرات للمشاة آمنة وتفاعلية والقصد من ذلك ألا تكون تلك الممرات فقط للمشاة بل سيكون من ضمنها ملامح من تراث المدينة تجعل الزائر في انجذاب تام وتفاعل دائم مع ما يراه من حوله كما سيكون الاهتمام منصبا من خلال هذا المشروع على إبراز المكانة الدينية والثقافية للمدينة المنورة من خلا تهيئة مواقع ومتاحف تاريخية تحكي تاريخ المدينة النبوية ماضيا وحاضرا.

أنسنة المشروعات

وتابع: نظرا لاكتمال مشروع الإزالة للمساكن التي تقع شرق المسجد النبوي الشريف لصالح مشروع التوسعة فقد تقرر من خلال هذا المشروع رفع جاهزيتها حيث سيشملها مشروع التطوير لتصبح رافدا مهما للمشروعات الأخرى لتطوير المدينة المنورة كما أن هذا المشروع عند اكتماله يسعى إلى تحقيق وتهيئة 47 ألف غرفة فندقية واستقطاب 149 ألف زائر يوميا، كما يشمل المشروع استحداث مسطحات خضراء وخدمات عامة تبلغ 63 %، من مساحة المشروع والتي تبلغ 1.5 م2 وسيكون العائد المادي من تلك المشروعات في حدود 140 مليار ريال مع العلم أن جميع المشروعات التي تقوم بها الدولة في المدينتين المقدسة لا تخلو من لمسة إنسانية حيث دائما يتم التأكيد على أنسنة المشروعات حيث تكون متوافقة تماما مع ما يتطلبه الانسان من ناحية حاجاته اليومية من خدمات وغيرها.

تخطيط متقن

وأضاف: إن من يتابع ما يقوم به سمو ولي العهد بتوجيه من خادم الحرمين -حفظهما الله- من الاهتمام المستمر والدائم بكل ما يجعل بلادنا في مصاف الدول المتقدمة سواء من توطين المشروعات والاهتمام بالمواطن السعودي من كافة جوانبه ليعلم علم اليقين أننا نسير على الطريق الصحيح والذي يجعلنا بإذن الله دولة نموذجية تسعى إلى أن تكون دولة عظمى وليس ذلك على الله ببعيد لاسيما وأن الله قد رزق هذه البلاد قيادة شابة وهي سمو ولي العهد والذي يؤمن بالتطوير المتميز والتحديث المتزن الذي لا يصطدم بثوابت الدين حيث صنع رؤية مباركة وخارطة طريق أصبحت حديث العالم ومنارا يحتذى به ولقد بدأت ثمار هذه الرؤية من خلال ارتفاع موجودات الصندوق السيادي إلى أرقام لم تكن معروفة سابقا تجاوزت التريليون ريال بمراحل وهذا كله بتوفيق الله لم يأت اعتباطا وإنما أتى بتخطيط متقن ومتابعة مباركة من سمو ولي العهد والذي جعل جل وقته متابعا بدقة كل مشاريع رؤية 2030 الساعية إلى أن تكون المملكة العربية السعودية ركيزة مهمة من ركائز العالم في الاقتصاد والأهمية السياسية، حقيقة يعجز اللسان عن الكتابة أو إحصاء مظاهر التطوير في بلادنا بكافة أشكاله وصوره في عصرنا الحاضر بسبب كثرتها وتعدد أنواعها وأماكنها، وكل ذلك ضمن تناسق عجيب أفرزته متابعة حازمة لكل أشكال الانحراف والفساد مما ولد تميزا في المنتج وسرعة في الأداء، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وحفظ ولي عهده وجعلهما مباركين جزاء ما يقومون به في سبيل إسعاد المواطنين ومن يقدم لزيارة هذه البلاد المباركة.

خدمات جليلة

وأشاد المستشار والباحث الشرعي زياد بن منصور القرشي بإطلاق ولي العهد للمشروع العالمي الحضاري لأعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة" الذي يبرز المكانة الدينية والثقافية للمدينة النبوية، وهذا المشروع العظيم يخدم المسلمين في جميع دول العالم، وقادة هذه البلاد المباركة يولون الاهتمام والرعاية وتقديم كافة الخدمات للحرمين الشريفين من عهد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- مروراً بأبنائه الملوك البررة من بعده وصولاً إلى العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وهم يقدمون الغالي والنفيس ويسهرون الليل والنهار وينفقون مليارات الريالات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار؛ فالمملكة قائدة وقلب العالم الإسلامي وتقدم مبادرات وأعمال جليلة بصفة مستمرة في جميع المجالات، وهي الآن تصنع التاريخ بهذه المشروعات الضخمة في تطوير المدينة النبوية؛ لأنها وجهة إسلامية ثقافية عمرانية عصرية.

عبق التراث

وقال: ما هذه المشروعات الكبرى والتوسعات العظيمة إلا أكبر دليل على خدمة الإسلام والمسلمين وهذا المشروع يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030 وسيتم تنفيذه على أعلى المعايير العالمية، ويعكس حرص المملكة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة بالمدينة المنورة وإثراء تجربة زيارة مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإحياء عبق التراث الثقافي والمعماري للمدينة من حيث تصاميم المباني والمرافق الصورة الحديثة المستمدة من تراث المدينة المنورة بكل تفاصيلها، واحتضانها للعديد من المعالم التاريخية التي تفوح بعبق النبوة وإرث الصحابة الكرام ويعتمد على آليات التخطيط الحضري الحديث ومفاهيم التطوير الشامل والبنية التحتية المتطورة التي تقدم الخدمات المبتكرة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ويعزز سبل الراحة والرفاهية ، ويرفع الطاقة الاستيعابية الفندقية وجودة الخدمات شرق المسجد النبوي الشريف ويتميز بالعديد من الحلول المتكاملة للنقل من محطات لحافلات الزوار، ومحطة قطار مترو، ومسار للمركبات ذاتية القيادة، ومواقف سيارات تحت الأرض، وذلك بهدف تسهيل تنقل الزوار إلى المسجد النبوي، داعيا الله القدير أن يجعل هذه المشروعات المباركة التي تحسن جودة الحياة وتعكس حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على خدمة الأماكن المقدسة والارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في ميزان الأعمال الصالحة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وأن يديم على المملكة نعمة الإيمان والأمن ورغد العيش والاستقرار.

30 مليون سفير

وقال أحمد الظفيري -كاتب رأي-: عندما أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030، شكك المأجورون باستحالة تحقيقها على الأرض، لكن الأمير محمد بن سلمان كان له رأي مُختلف، لقد آمن بالله أولاً ثم بهمّة شعبه وعزمهم على الالتفاف حوله ودعمه في مسيرته نحو الانتصار، وفي كل مرّة كان لنا موعد مع تدشين جديد لمشروع تنموي ضخم، من نيوم إلى مشروع البحر الأحمر وذا لاين والقديّة وغيرها الكثير، وصولاً لإطلاق إطلاق أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة"، في المنطقة الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف، عندما تحدث سموّه عن 30 مليون معتمر كان يدرك جيداً أن هؤلاء بحاجة لبنية تحتية جديدة، تستطيع استيعابهم وتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة لهم، وهذا ما ظهر في بيانات المشروع وتفاصيله، مضيفا في البعد الاقتصادي فإن مشروعا ضخما كهذا سيزيد من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية، مما يعزز من مكانتها وموقعها في مجموعة G20، بالإضافة إلى أن قدوم 30 مليون مُعتمر يعني وجود 30 مليون سفير لك، سيحملون معهم كل مشاعر الكرم والمحبة التي تم استقبالهم بها في السعودية، محمد بن سلمان حقق للسعوديين أحلاماً كانت مُستحيلة، لذلك أحبّه السعوديون وآمنوا بأحلامه وطموحاته.

سكينة واطمئنان

وقال المستشار الإداري غزاري أحمد: المدينة المنورة الحبيبة مكان تأوي إليه أفئدة الناس من شتى بقاع الأرض ليجدوا الطمأنينة والسكينة والهدوء ويتشرفوا بالصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيد الخلق أجمعين، كانت المدينة إلى عهد قريب بيوت من اللبن والحجارة وبعض البيوت البسيطة والفنادق المتواضعة، واليوم يطلق سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مشروع رؤى المدينة الذي يضم فنادق ضخمة كبيرة مجهزة بأحدث التجهيزات لاستقبال زوار طيبة الطيبة كما يتضمن المشروع مناطق خضراء سياحية جميلة، ومناطق ترفيهية ومطاعم على أعلى المستويات ويوظف لهذا المشروع التقنية بشكل كبير جدا مع الحفاظ على الأصالة والتراث فتجد المدينة ليست فقط هي مكان للصلاة وزيارة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فحسب بل أصبحت مكانا للزيارة الدينية والسياحة والتمتع بهذه الأماكن لتجمع بين السكينة والاطمئنان والترفيه الثقافي والتاريخي.

إثراء تجربة الزوار
اهتمام بالتراث الثقافي والمعماري