أعلن معرض الدورة الرابعة لملتقى "الفيديو آرت الدولي" والذي تنظّمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، عن الفائزين بالمراكز الثلاثة لمسابقة الفيديو آرت الرابع. والذي قدم في ثوب معاصر يحاكي الانفتاح الرقمي والتقني وتكنولوجيا العصر في كل تجلياتها في الإنجاز الفني، حيث تأسّيس الفنون المعاصرة وفنون ما بعد الحداثة. وقد شهدت الدورة الحالية والتي كانت تحت شعار "تأمل الضوء انطلق نحو الخيال"، إقبالا مهما من طرف المهتمين والمكتشفين لهذا الفن، كما ساعد العرض والتفصيل الموجه مع كل عمل على فهم آليات التعبير الفني التي تميّز "الفيديو آرت" وعالم البصريات الرقمية والتحوّل العام من فكرة الفنون الجامدة في اللوحة والمنحوتة إلى الفنون المتحرّكة في "الفيديو آرت" خاصة وأن المشاركات المتنوعة لأكثر من "23" دولة مقدمين "49" عمل فيديو استمر خمسة أيام، حيث عكست الكثير من الانفتاح على ثقافات وهويات ومفاهيم فنية مختلفة حملت أيضا تجارب جديدة كفيلة بتفعيل روح التجريب لدى التجارب السعودية واطلاعها على العديد من التصورات البصرية الجديدة وتمكين التجارب الدولية من الاطلاع على التجارب السعودية التي لا تقل أهمية بدورها عن التجارب العالمية والتي تستحق التعمق والمشاهدة والمتابعة من الجمهور. والفائزون في المسابقة الدولية الـ"الفيديو آرت" هم الفنانون فران أورالو من اسبانيا الذي حمل عنوان ممر والذي أجاد فيه توظيف التقنية وتابع معها المفهوم بمجازات الصورة التي تضع الهوية في انعكاس الصورة مع الانسان وإدراكه لوجوده وبيئته فعمله المبني على المؤثرات الصوتية والأداء والتفاعل مع الطبيعة حمل تعبيرات فنية ومجازات بصرية واقعية سلكت مسارات فنية وبصرية لها جمالياتها وجودتها التعبيرية. المرتبة الثانية كانت من نصيب الفنانة سمر بيومي والفنان محمد طارق من مصر بعمل ذاكرة مخفية الذي يعد مشروعا بصريا له خصوصيات مختلفة على مستوى التنفيذ الذي يبني فكرة العمل والتعمق فيه بحثا عن مدى تأثير الأمكنة في الذاكرة. والمرتبة الثالثة من نصيب العمانية صفاء الفهدي بعمل لغة امرأة –طفل النذر وهو عمل تركيبي مبني على الأداء يحاور اللغة المتفرّدة للمرأة رمزيا وبصريا بتشكل بصري متحرك ينطلق نحو منافذ النور بحثا عن الذات وهو عمل تعبيري التصور. وقد أوضح الأستاذ يوسف الحربي مدير الجمعية والمشرف على ملتقى الفيديو آرت الدولي عن مدى فخره بالتعاون والعمل الحريص على الجودة والدقة من فريق الملتقى وهو ما اعتبره مكسبا ونجاحا لأن بناء جيل وفريق يؤمن بالجماليات والفن ويرتقي بإحساسه بوعي يفتخر بثقافته المحلية ويسعى لنشرها دوليا بكل الأساليب وبمواكبة كل الفنون وقادر على احتواء التجارب الدولية والاستفادة منها، معتبرا أن أربع دورات مليئة بالتحديات كانت كفيلة بأن يُثبّت الملتقى وفن الفيديو خطواته على طريق النجاح المستحق ويستمر بكل طاقاته وجهوده أبعد بالفكرة أوسع بالخيال وأكثر تشبثا بالضوء وهو ما يخلق الحركة في الفيديو ويثبّتها أيضا في الواقع.
كما أشار الحربي بقوله إن هذه الدورة حقّقت مواكبة وتفاعل مُحفّز ومُشجّع كما ساعدتنا على اكتشاف تجارب جديدة وأقلام باحثة عن خصوصية هذا الفن وتاريخه ستكون ضمن مطبوعات الملتقى، كما أن الملتقى لا ينتهي نشاطه بنهاية الدورة بل تستمر الأنشطة الموازية على امتداد العام وسيتم الإعلان عنها قريبا، نسعى فيها إلى إقامة معارض فردية وجماعية ومشتركة بين الفنانين بمختلف أساليبهم التعبيرية وتكريم فنانين مع إقامة ورشات وحلقات نقاش بحثية عن هذا الفن، مع امكانية نقله إلى مدن سعودية أخرى.
التعليقات