ما تعلمناه وعايشناه أن مهنة الصحافة والإعلام تنطلق من مبدأ وفضائل، لا تلميع وشتائم وانتصار لأحد على آخر على حساب القوانين والمعايير الإنسانية، لكن هناك ما هو مختلف حينما يتعلّق بأخلاقيات المهنة المفقودة لدى بعض الإعلام حتى لو بلغ من الشهرة الآفاق الكبرى كما هي صحيفة الـ"واشنطن بوست".

هذه الصحيفة بصفاقتها واندفاعها مع كل ما هو ضد السعودي، تعطي مثالاً واضحاً للإنحياز الإعلامي، تتلذذ عبر تحريرها بالإفساد والاختلاق وكل ما يؤكد أنها ترتكز على أُناس ضد المهنية، فهي لم تتوقف عن مهمة "الشيطنة المستمرة" لكل ما هو سعودي من خلال استراتيجية تشويه الصورة باختلاق الأحداث والعبث بالأخبار.

نحن هنا ندرك أنها لا تختلق ضدنا فقط، لأننا نعلم أنها في المسار الخاطئ، فماذا قالت عن الهروب المذل من أفغانستان؟ وكيف نقلت أخبار العبث الإيراني في اليمن والعراق وسورية ولبنان؟ بل كيف تتعامل مع تهديد إيران للأمن الدولي من خلال ملفها النووي؟ وماذا كتبت عن مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة؟!.. هي مستكينة تتلمس ولا تندفع كما تفعل مع آخرين.

التاريخ المخجل لهذه الصحيفة ليس قصراً على منطقتنا بل على أميركا نفسها، واستشهد هنا بمقال كتبه المفكر والإعلامي القدير الكويتي الدكتور محمد الرميحي بعنوان "الإعلام.. وتصنيع المستقبل" خلاله استشهد بما حدث من تندر على صحيفة واشنطن بوست خلال لقاء تلفزيوني حينما كتب: "السطوة الإعلامية تحولت في بعض الأحيان إلى مجال "تندر" من قبل الساسة والمسؤولين، ففي الثمانينات، وإبان تصاعد أجواء الحرب الباردة بين القوتين العظميين، بنى السوفييت سفارة جديدة على تلة تطل على واشنطن، ورفضت أميركا السماح للسوفييت بالانتقال إلى مقرهم الجديد بحجة أنه بإمكانهم اعتراض الاتصالات بين البيت الأبيض والمقار الحكومية، وقد استضافت إحدى محطات التلفزيون الأميركي شخصيتين: إحداهما من (F.B.I) والأخرى من (C.I.A). وفيما أطنب الأول في التحذير من خطورة الأمر، قال الآخر بهدوء "دعوهم بحق السماء ينتقلوا أينما شاؤوا، فقط اقطعوا عنهم اشتراكهم في صحيفة واشنطن بوست!"، هذه "النكتة السوداء" تعكس الأهمية القصوى للمعلومات والتحقيقات المتداولة في الصحف، ووسائل التلفزة، حتى أن مراكز الاستخبارات تعترف بأن نحو 80 في المئة من معلوماتها تستقيها من وسائل الإعلام العلنية".

ختام القول: فما استشهد به الرميحي وآخرون عن هذه الصحيفة يثبت أنها غير الشيطنة لدول معينة، تمثل ضرراً على بلادها من صفاقة إدارتها سابقاً والآن، وكأنها تقاد بحبل في رقبتها، لا ترعوي لأخلاقيات المهنة والعدالة في الطرح والتقييم، لتستفز القراء الذين يحق لهم التساؤل عن مصادر تمويل مثل هذا التوجه السافر الكاذب؟! والأهم في القول إن مسيرة بلادنا مستمرة بارتقاء ملحوظ وبفخر واعتزاز، نعرف ما نحن عليه وما نريده قيادة وشعباً.. وندرك ما يرمي إليه أولئك النافخون في الكير.