دعا المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف جميع المسلمين إلى القيام بواجباتهم والوعي بمسؤولياتهم وتقديم كل سبل المساندة والدعم والاحتشاد خلف مشروع المقاومة والاصطفاف مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في وجه حملة يحركها أعداء الأمة.. معتبرا أن تلك الحملة الشرسة لا تستهدف حركة (حماس) وحدها بقدر ما تستهدف الأمة بأسرها.

ونبه عاكف الى أن الذين يشاركون في الحملة على (حماس) ليسوا معنيين بالمقاومة ولا بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني فضلا عن أن يكونوا معنيين بتحرير الأرض المغتصبة، مشيرا إلى أنهم "معنيون بالكراسي والمناصب وتنفيس عقدهم تجاه (حماس) والظاهرة الإسلامية". ورأى عاكف أن حركة (فتح) تلقى في تحركاتها تلك دعما من الصهاينة الأمر الذي يجعل تمسك (حماس) ورئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية بالثوابت الفلسطينية موقفا مشرفا.

وشدد عاكف على أن الهجمة على (حماس) ضد الشرعية وثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.. منبها الى أن المؤامرة لم تعد صهيونية أمريكية فحسب بل مؤامرة دولية

. واعتبر أن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على (حماس) تأتي ضمن خطة أمريكية شاملة تهدف إلى إلغاء النظام الجماعي العربي وتعزيز الطائفية والانقسامات داخل المنطقة العربية من ناحية والانقلاب على الديمقراطية وإشعال الحرب الأهلية في فلسطين من ناحية أخرى وذلك بعد تعثر المبادرات والمشاريع التي أطلقتها الولايات المتحدة في المنطقة ابتداء ب"خارطة الطريق" و"مشروع نشر الديمقراطية" وحتى "الشرق الأوسط الكبير" و"الشرق الأوسط الجديد"، بالإضافة إلى الخسارة التي مني بها الصهاينة في لبنان والتي ألقت بالشكوك حول فاعلية قوة الردع الصهيونية.

ورأى عاكف أن السبب الرئيسي وراء استهداف الصهاينة لحركة (حماس) هو أن الحركة "لم تلق بنفسها في أحضان السياسة الأمريكية ولم تسر وفق أجندة واشنطن".. موضحا أن مواقف (حماس) تظهر في إصرارها على إدارة الصراع وفق إستراتيجية تقوم على "توحيد الأمة وتجميع طاقاتها وتسخير قدراتها للانفكاك من الاستلاب الأمريكي" إلى جانب إطلاق مشروع حضاري إسلامي قائم على المقاومة كأساس لمواجهة الخطر الصهيوني.

واعتبر أن الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية يأتي من الداخل الفلسطيني.. وقال "إن القيادات المرعوبة منذ خروجها من الحكومة وضياع النفوذ والسطوة اللذين تمتعت بهما منذ توليها السلطة في أعقاب اتفاقات أوسلو" قد أخذت تتآمر ضد (حماس) دون الالتفات إلى دماء الأبرياء التي سالت جراء ذلك.