في سابقة لا مثيل لها في تاريخ الفريق وربما على مستوى فرق الدوري أن تستبدل إدارة أي فريق أربعة مدربين خلال 13 مباراة، هذا ما حدث وبشكل فعلي مع النصر هذا الموسم فعلى الرغم من أن الفريق لم يخض في منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين إلا 10 مواجهات فقط إضافة لثلاث مواجهات في البطولة الآسيوية إلا أنه تعاقب على قيادة الفريق فنيًا أربعة مدربين ومن مدارس مختلفة ومتعددة، فبعد أن كانت البداية بالبرازيلي مانو الذي كان يجد دعمًا كبيرًا من إدارة النصر وبعض المقربين منها، وبعد أن استطاع هذا البرازيلي من قيادة الفريق للوصول إلى دور الأربعة من دوري أبطال آسيا للمحترفين ومن دون سابق إنذار قررت إدارة النصر إنهاء عقد المدرب وفي وقت حساس وقبل مواجهة حاسمة في البطولة القارية الحلم والمطلوبة للنصر وعشاقه وأنصاره ومن أمام منافس عنيد ومتمرس كالهلال، لتبدأ بعد ذلك الإدارة النصراوية في رحلة البحث عن مدرب مناسب ومتاح لقيادة فريقها في أهم وأصعب مرحلة للفريق منذُ عقود طويلة ليقع اختيارها بعد بحث طويل على البرتغالي "مانويل بيدرو" الذي له تجارب جيدة وناجحة ومعرفة للنصر والنصراويين أثناء قيادته لسكري القصيم في مواسم مضت، إلا أن ما مر على سابقه مر عليه، فبعد أربعين يومًا بالتمام والكمال وبعد خسارة المواجهة الأهم للنصر ربما عبر تاريخه أمام منافسه وغريمه التقليدي في البطولة الآسيوية وما تبعها من نتائج متذبذبة خلال مواجهتين من مواجهة الدوري، قررت الإدارة النصراوية مرة أخرى إنهاء عقد مانويل بيدرو في قرار ربما هو الأسرع في تاريخ النادي منذُ سنوات، لتبدأ بعد ذلك في البحث عن مدرب يقبل بقيادة الفريق في هكذا ظروف صعبة تاركة قيادة الفريق فنيًا للبرازيلي الآخر "مارسيلو"، وبعد بحث ومفاوضات شاقة مع الكثير من الأسماء استطاعت الإدارة الصفراء أن تظفر بالأرجنتيني العجوز "ميغيل روسو"، الذي وصل لمقر النادي مساء الأمس الأول على أمل لعل وعسى أن يكون المنقذ للفريق الذي يعاني من ارتباك كبير وعدم استقرار في كل أحواله.
هذا الرقم الكبير من المدربين (أربعة مدربين خلال ثلاث عشرة مواجهة) ومن مدارس كروية مختلفة دليل قاطع على ما يعانيه الفريق من مشكلات متعددة ومتنوعة سببها في الأول والأخير الضعف الإداري وقلة الخبرة التي ولدت مثل هذه القرارت، التي بالتأكيد أثرت على الفريق وعلى أداء نجومه رغم ما يمتلكه من أسماء فنية كبيرة ومتعددة قادرة على حصد أي لقب تشارك به لو وجدت العمل الإداري الصحيح والمدروس بشكل كبير والبعيد كل البعد عن الارتجال والخضوع لرغبات الجماهير ومطالبهم.
النصر اليوم كفريق لديه كل مقومات النجاح من توفر نجوم محلية وأجنبية على درجة عالية من الكفاءة وفي كافة الخطوط والمراكز لكنه بحاجة ماسة للاستقرار في تركيبته الإدارية والفنية والابتعاد كل البعد عن الارتجالية والاستعجال في قرارته المصيرية وهذا ما تفتده هذه الإدارة تحديدًا ويفتقده النصر كنادٍ منذُ ثلاثة مواسم شهد النصر خلال سلخ كبير لجلد الفريق الذي لم يتبقى منه سوى لاعب واحد فقط (سلطان الغنام) رغم النجومية الكبيرة لمن رحلوا أو أبعدوا وما حققوه من نتائج جيدة، فخلال الثلاثة مواسم مر على النصر عدد مهول من اللاعبين والمدربين والرؤساء والإداريين وهذا دليل كافٍ وشافٍ على أن المشكلة ليست في المدربين فقط بل في من يتخذ القرار المصيري في النصر الذي حطم النصر من خلال أرقامه في الإقالات والاستقالات!
فاصلة:
في المرحلة المقبلة النصر بحاجة ماسة للاستقرار في كل شيء إداريًا وفنيًا ليحقق النجاح كما أنه بحاجة لدعم جماهيره ومحبيه، فالاستقرار في كرة القدم مطلب في ظل امتلاك الفريق لكل مقومات النجاح، فهل يحدث ذلك أم أن رياح الاستقالات والإقالات ستتواصل؟
التعليقات