كابتن الهلال محسن يزور قائد النصر عيد بعد 45 عاماً من الانقطاع
قُدر لي هذا الأسبوع زيارة نجم المنتخب وكابتن النصر السابق عيد الصغير (73 عاماً) الذي يعاني من متاعب صحية عقب إصابته بجلطة دماغية ومضاعفاتها التي أقعدته منذ عام 2014 -شفاه الله- وكنت برفقة زميله السابق في المنتخب وقائد الهلال في التسعينات الهجرية النجم الخلوق «محسن بخيت» الذي كان حريصاً على القيام بهذه الزيارة خاصة أنها تأتي بعد 45 عاماً من انقطاع التواصل بينهما لظروف سفر محسن عقب اعتزاله المبكر عام 1396هـ لإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة. وهذه اللمسة الوفائية لا تستغرب من الإنسان النبيل محسن تجاه زميل سابق يلازم فراش المرض في وقت قل وفاء كثير من رياضيي اليوم.
ثالثنا في هذه الزيارة للكابتن عيد الصغير كان المدرب الوطني القدير «بيشان البيشان، «وكنت في غاية السعادة وأنا أستمع لحديث ذكريات رياضية متبادلة تجاوز عمرها نصف قرن. كما كانت فرصة للاطمئنان على حالته الصحية».
معاناة في التنقلات على كرسي
ويتسع الحديث عن تاريخ هذا النجم الكبير المعروف بتفانيه وعطائه ووفائه وإخلاصه للشعار لكنني تألمت في الوقت ذاته من وضعه السكني غير المناسب لحالته الصحية في شقة لابنه الأكبر خالد بالدور الثالث لفيلا تفتقد لمصعد يسهل عليه الحركة في تنقلاته خصوصا عند مراجعاته الطبية إذ يجد ابنه مشقة في نقله من الدور الثالث إلى الأرضي عبر درج المبنى من خلال طلب الاستعانة بالآخرين لحمله على كرسيه المتحرك، وهذا ما أجبرني على سؤال ابنه عن أسباب عدم حصول والده على وحده سكنية في الدور الأرضي من جمعية أصدقاء قدامى الرياضيين أسوة ببقية اللاعبين الذين مدت لهم الجمعية مشكورة برئاسة الكابتن ماجد عبدالله يد العون والمساعدة في هذا المضمار؟
في انتظار سكن » جمعية أصدقاء»
ليجيبني خالد عيد الصغير قائلاً: «لا أخفيك أننا سبق أن قدمنا طلب سكن وأرفقنا الأوراق المطلوبة ولكن للأسف لم نحصل عليها وقمت بالاتصال عدة مرات بالكابتن ماجد بهذا الخصوص وللأسف لم أجد أي تجاوب! وأتمنى عبر منبر جريدة الرياض أن يصل صوت والدي لهذه الجمعية وتعجل بتوفير مسكن أرضي يتناسب مع حالته الصحية.
ملف طبي دائم
وأضاف خالد: كما أن الوالد لا يملك منزلا ويعاني من ديون متراكمة نتيجة إيجارات سابقة ويجد صعوبة في المراجعات الطبية ويحتاج حاليا لفتح ملف دائم في مدينة الملك فهد الطبية لعلاج مشكلاته الصحية بجانب حاجته لفتح ملف طبي دائم للعلاج بمدينه الأمير سلطان الإنسانيه للعلاج الطبيعي المنزلي.
عاصر ثلاثة أجيال نصراوية
في المقابل يمثل الكابتن عيد حقبة مهمة من تاريخ نادي النصر إذ عاصر ثلاثة أجيال مثلت (فارس نجد) على مدى ثلاثة عقود منذ بداية ارتباطه بناديه عام 1384هـ 1964م كلاعب في درجه الأشبال ثم تدرج إلى فئة الشباب والدرجة الأولى وبعده مثل منتخب الوسطى ثم المنتخب الأول بجانب تمثيله للمنتخب العسكري.
لعب عيد الصغير في سنواته الأربع الأولى مع النصر بمركز الجناح الأيسر غير أن المدرب السوداني المرموق «عبدالحميد ترنه» الذي تخلى عن تدريب المريخ والمنتخب السوداني قبل مجيئه للرياض احتاج إلى ظهير أيسر في موسم 1388هـ وبحث فلم يجد أفضل من الصغير الذي كان يمتلك قدما قوية لا تخطئ المرمى فضلا عن روحه الوثابة وأدائه الحماسي الكبير ولم يخيب عيد ظن مدربه وتألق في مركزه الجديد ليأخذ طريقه بعد ذلك بعامين لصفوف المنتخب الأول في أول دورة لكأس الخليج العربي أقيمت بالبحرين عام 1390هـ وارتدى ذات الشعار مرة أخرى في الدورة الثانية بالرياض 1392هـ والنسخة الثالثة بالكويت 1394هـ .
تسع بطولات بشعار النصر
ارتبط اسم عيد مع نجوم النصر في عصره الذهبي الأول الذي بدأ بحصوله على أول ميدالية ذهبية حينما حقق فريقه أول بطولة كبرى للنصر على حساب الوحدة بنهائي كأس ولي العهد 1393هـ وتكرر النجاح في الموسم التالي بالاحتفاظ بكأس ولي العهد وإحراز كأس الملك لأول مرة في تاريخ النصر، وتوالت بعده الإنجازات الكبرى ليسجل تاريخه مشاركته في جميع بطولات ناديه منذ صعوده الدرجة الأولى وحتى آخر كأس عاش احتفالية الفوز بها عام 1401هـ أمام الهلال وكان موسمه الأخير في عام 1403هـ.
وبنظرة عابرة في كشف حساب بطولات عيد الصغير مع النصر نقول أسهم في فوز ناديه بلقب الدوري الممتاز مرتين متتاليتين ( 1400 – 1401هـ ) بجانب تحقيق كأس الملك 3 مرات (94 - 1396 – 1401 هـ) إضافة إلى كأس ولي العهد مرتين متتاليتين (1393 – 1394هـ ) فضلا عن بطولة الدوري التصنيفي 1395هـ وكأس الاتحاد 1396هـ.
آخر قذائف عيد بمرمى القادسية الكويتي
أقيم له حفل اعتزال بملعب الملز «الأمير فيصل حاليا» بمشاركه فريق القادسية الكويتي عام 1407هـ وانتهت المباراة التكريمية بفوز النصر 5- 2 وكان أجمل تلك الأهداف بقدم (المدفعجي) عيد من كرة ثابتة صاروخ أرض - جو سدده من منتصف ملعب القادسية وعلق عيد الصغير على هذا الهدف قائلا: «من دون مبالغة معروف عني قوة قدمي اليسرى وتسجيل الأهداف من مسافات بعيدة ولم أكن أرغب في تنفيذ الفاول لبعد المسافة لولا إصرار الجمهور وتصديت للخطأ ونفذت الضربة بنجاح ولله الحمد فكانت ختاما طيبا لمسيرتي».
عبدالرحمن بن سعود أول الداعمين
بعد اعتزاله اتجه للعمل في ميدان التدريب مساعدا لمدرب النصر آنذاك الإنجليزي برمنجهام ويقول عيد في هذا الإطار: «كان رمز النصر الأول عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- يصر على إعطاء أبناء النادي فرصة العمل التدريبي، وكان يقول مثلما طلع النادي لاعبين يطلع منه مدربين وطنيين وبالتشجيع والدعم الذي حظيت به من أبي خالد كان أكبر حافز تشجيعي لي للعمل في سلك التدريب وفي نهاية ذلك الموسم عُمل برنامج تدريبي لنا وكنا أربعة مدربين مساعدين من أبناء النصر.. أنا وناصر الجوهر ومحمد الهدياني -رحمه الله- وعلي كميخ وقد حصلنا على دورات في ألمانيا وإنجلترا ثم دورات مماثلة من المدرسة البرازيلية نظراً لاختلاف المدارس التدريبية.







التعليقات