تداولنا كثيراً مفهوم جودة الحياة وكيف تعمل الدول على الارتقاء به لأجل إسعاد من يعيشون على أرضها.. ولعلي لن أكون مبالغاً حينما أشير إلى أننا قد تلمسنا هذا المفهوم بتفاعل سعيد جعلنا ندرك أبعاد جودة الحياة، وكيف أن صناعة المقومات المؤدية إليها كفيل بأن نعيش واقعها الذي نريده.

لنأخذ الجانب الرياضي مثلاً.. وكيف أن مباراتين للمنتخب السعودي لم يفصل بينهما أكثر من ثلاثة أيام قد جعلت مواقع التواصل والإعلام والمجالس تعيش الفرح والحبور والتهاني، وكيف أن الانتصار على اليابان ثم الصين قد عزز لدينا مفهوم الجودة التي نعايشها فالربح والخسارة في الرياضة أصبحت تصنف حالياً في ظل الزخم التنافسي الرياضي العالمي الكبير ضمن أهم الأولويات كالنجاح أو الفشل في الحياة أو في المعارك الحربية، بل وتؤلم الخسائر فيها كما هو الألم حين الفشل في المعارك الدبلوماسية والاقتصادية، حتى أن الدول المتقدمة ارتبط ارتقاؤها بتفوقها الرياضي، وجميع ذلك ينعكس على جودة الحياة والرقي الذهني والإبداعي الذي تريده لمواطنيها والمقيمين على ارضها.. ومقياس التقدم الرياضي هو امتداد لارتفاع مستوى المعيشة ومستوى الدخل والتعليم والصحة وزيادة الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي والتقدم التقني.

والحقيقة أن عوامل التقدم في قطاع الرياضة واضحة ومعلومة لدى المتخصصين في دراسات التنمية الذين يدركون تأثير ذلك على ارتفاع معدلات جودة الحياة، فلو تتبعنا أسباب الفشل في الرياضة والارتقاء بمنافساتها ومساهمتها في الصحة العامة نجده انعكاساً لسوء في التخطيط والإدارة وخلل في التنظيم ونقص في التدريب بمعنى آخر عدم توفير الإعداد الجيد للرياضيين وعدم الاهتمام بصحة وتهيئة أعضاء الفرق الرياضية وعدم تأهيلهم للاحتراف للتدريب والتجربة العالمية.. وهو ما سينعكس على المجتمع وإسعاده.

مفهوم جودة الحياة عرفناه كأحد أهم مقومات التحول الوطني ومن أولويات رؤية السعودية 2030.. فالارتقاء بالرياضة كالارتقاء بالاقتصاد والحياة المجتمعية والبيئة والعمل على تحسينها وتعزيزها وجعلها بأفضل حال جدير بأن يبث كثير من السعادة في اوصال المجتمع، بل ويمنع شعور التوجس والتوتر والقلق من المستقبل..وحين نضرب المثل بنتائج منتحبنا في المباراتين المذكورتين الهدف منه الإشارة إلى ما يذهب إلى الرياضة ودورها في بث السعادة وتأثيرها الكبير على المزاج العام لبلدان كثيرة خاصة ما يخص نتائج المنافسات الدولية وتحقيق الانجازات..

المهم في القول أن رؤية السعودية 2030 لم تحصر الرياضة كمطلب صحي وسبيل لبناء العقل السليم فقط، بل ذهبت بعيدا بدعم الرياضة والعمل على الارتقاء بها تنافسا وصحة وترفيها، مع التأكيد أن الارتقاء بالتنافس وتحقيق الانجازات للوطن أصبح شأنا مهما كونه مؤثرا في تحقيق جودة الحياة التي ننشدها لذا لم تألوا قيادتنا وفقها الله جهدا بدعم الرياضة حتى اصبحنا نسير بخطى واسعة في جميع الرياضات غير أن بلادنا أصبحت مركزا عالميا لاستضافة البطولات الكبرى ايضا.