10 سنوات على فراش المرض والمعاناة من ضمور في خلايا المخ
ودّعت الساحة الرياضية يوم السبت الماضي واحدا من ألمع لاعبي الكرة الطائرة السعودية وأفضل معد في تاريخ الملاعب السعودية والخليجية كابتن المنتخب والنادي الأهلي الأسبق محمد أحمد قاسم (1377 - 1443هـ ) الذي توفي بعد معاناة 10 سنوات مع المرض -رحمه الله-.
20 بطولة محلية وخليجية مع الأهلي لأفضل مُعد
ويعتبر النجم الراحل أسطورة أهلاوية تملك القلوب بأخلاقياته العالية ومستواه الرفيع ومهاراته الفردية وإنجازاته الكبرى مع ناديه والمنتخب بجانب ألقابه التي طرزت مشواره الرياضي منذ بداية رحلته مع اللعبة عام 1390هـ ومثل (قلعة الكؤوس) منذ سن الـ13 ويزدان تاريخه بـ20 بطولة منذ عام 1393هـ بينها 12 بطولة للدوري و8 كؤوس لاتحاد اللعبة وألقاب أخرى خليجية إذ حققت طائرة الأهلي ثلاث بطولات لأبطال مجلس التعاون الخليجي وساهم الكابتن محمد قاسم في تحقيق اثنتين منها الأولى في جدة عام 1985 والثانية في الإمارات عام 1987م، مسجلاً بذلك اسمه بمداد من ذهب في تاريخ ناديه ولعبة الكرة الطائرة، وفي عام 1418هـ أقيم حفل اعتزال النجم الراحل بمشاركة نجوم كرة القدم بالمملكة بجانب نجوم الطائرة.
10 سنوات على فراش المرض
وقبل 10 سنوات تقريباً أقعد المرض أسطورة الكرة السعودية وألزمه البقاء في منزله وشهدت حالته الصحية تراجعاً وتخللها سفر للعلاج في ألمانيا إلا أن أوضاعه المرضية لم تتحسن إذ عانى من ضمور في خلايا المخ مما أدى إلى فقدان القدرة على الكلام وتناول الطعام.
التعازي تنهال على أسرة الفقيد
ونعت وزارة الرياضة النجم الراحل على موقعها الرسمي في شبكة التواصل الاجتماعي وقدم رئيس الاتحاد السعود للكرة الطائرة د. خالد منصور الزغيبي تعازيه لأسرة محمد قاسم -رحمه الله- باسمه ونيابة عن أعضاء اتحاد اللعبة وأسرة الكرة الطائرة في فقيد اللعبة، كما نعاه النادي الأهلي فضلاً عن عدد من الاتحادات الرياضية والأندية المحلية.
باسندوه: تعلمت منه فنون اللعبة
من جانب آخر تحدث لـ(دنيا لرياضة) نجم ومدرب طائرة الأهلي سابقا الكابتن سالم باسندوه الذي كان من المقربين للنجم الراحل ولازمه حتى وافته المنية تحدث عن ذكرياته معه قائلا: "عشنا أبناء حارة واحدة وكان الكابتن أحمد يكبرني بـ10 سنوات حينما بدأ مشواري مع طائرة الأهلي وتشرفت بمزاملته وتعلمت منه فنون اللعبه وأمور أخرى خدمتني في مشواري وكان أبو قصي خير موجهه ومربي وقدوة حسنة لي".
طموحه بإنشاء مدرسة للبراعم
وذكر باسندوه أن بدايته مع الأهلي كلاعب كانت عام 1402هـ وحتى موسم 1414هـ ثم اعتزل إثر إصابة تعرض لها واتجه لميدان التدريب وأشرف على الفريق الأهلاوي، وأضاف "خلال فترة تدريبي للأهلي كان الكابتن أحمد حريصا على نجاحي ولا يبخل علي بالتوجيهات -رحمه الله- وكان طموحه إنشاء مدرسة (ميني فولي) لتدريب براعم الكرة الطائرة وتعليمهم المبادئ الأساسية للعبة وتخريج أجيال تخدم النادي والمنتخبات السعودية وكان حريصا جدا مع الأمير خالد بن عبدالله على إقامة هذا المشروع ودرسه جدياً ولكنه لم يكتب له النجاح بإقامته".
عبدالدائم: مزحة انتهت بالزواج
أما المشرف السابق على للعبة الكرة الطائرة لنادي الأهلي الأستاذ محمد عبد الدائم الذي كان سببا في دخول النجم الراحل عش الزوجية فيروي لـ(دنيا الرياضة) أبرز ذكرياته عن صهره محمد أحمد قاسم -رحمه الله- قائلاً: "بداية ارتباطي معه قبل أكثر من 40 عاماً إبان عملي الإداري مع طائرة الأهلي ولفت نظري حين شاهدته محافظاً على أداء الصلاة في وقتها وازداد إعجابي في شخصيته الاجتماعية الطيبة وإخلاصه للفريق ووقتها كان في آخر سنة دراسية جامعية والفريق مقبل على بطولة، فقلت له: "جيب الكأس وعروستك عندي" وكان يعتقد أنني أمازحه وبعد انتهاء البطولة وجهت له الدعوة لزيارتي بمنزلي فجاء بمعية أخيه الأكبر صالح وعرضت عليه الزواج من شقيقتي فلم يصدقني بالبداية وحين أدخلته لرؤيتها بالنظرة الشرعية ارتبك وخرج إلى الشارع غير مصدق أن المزحة تحولت إلى حقيقة لكنه سرعان ما استوعب الموقف وتم الزواج بفضل الله وله اليوم من الأبناء قصي وديما وريما، وبعدما اشتد عليه المرض لم يعد لديه القدرة على الكلام وكنت الوحيد الذي ينطق باسمه إذا أخبرته أختي عن زيارتي له".
ارتدى شعار المنتخب في سن الـ15
وأشار عبدالدائم أن "محمد قاسم بدأ مع الأهلي صغيراً في سن الـ13 وكان مقر النادي وقتها في حي الكندرة وسرعان ما برزت موهبته ليتم اختياره للمنتخب وعمره 15 عاما".
باحميشان الأب الروحي لقاسم
"وبعد انتقال الكابتن الكبير عبدالله باحميشان من صفوف الاتحاد إلى الأهلي وهو أول لاعب طائرة يقام له حفل اعتزال بمشاركة فريق سامسونج الكوري في صالة الحرس الوطني موسم 75 - 1976م . لم يبخل باحميشان وهو الأب الروحي لمحمد أحمد قاسم في توجيهه ببداية مشواره مع النجومية وكان عضواً في إدارة الأهلي ومشرفاً على اللعبة وكان شخصية متزنة ذا أسلوب حاد في نقد اللاعبين لكن بصورة منطقية ومقبولة لخبرته الطويله في ميدان الكرة الطائرة".
المعزّون يكسرون باب المقبرة
وأضاف "كان محمد - رحمه الله - رجلاً بمعنى الكلمة ولو احتاجه أحد من زملائه وأصدقائه في ساعة متأخرة من الليل يهب مسرعاً إليه، وفي يوم تشييع جثمانه كان عدد المعزين محدداً بـ50 شخصاً في المقبرة نظراً لجائحة كورونا وبعد اكتمال العدد أغلقت أبواب المقبرة لكن رفقاء دربه منذ الصغر وزملاءه وأصدقاءه ومحبيه كثر وبعد منعهم من الدخول دخلوا للمشاركة في التشييع وتعزية أسرته في موقف مؤثر للغاية، الله يتغشاه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته".








التعليقات