صدرت ثلاث كتب للدكتورة والروائية زينب الخضيري تنقل من خلالها هواجسها الأدبية والثقافية في عالم متغير، حيث جاءت هذه الإصدارات الثلاثة بعد رواية «على كف ريتويت»، وفي تعاون غير مسبوق مع الفنانة التشكيلية الدكتورة مياسة السويدي، استعانت الدكتورة زينب بثلاثة أعمال فنية من أعمال السويدي لتكون أغلفة لإصداراتها الجديدة، وتحمل عنوان الهوية، وقامت السويدي بعرضها ضمن معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية لعام 2021م.
دعوة إلى الحب – نصوص ومقالات
باقة من التأملات ونصوص البوح، صاغتها الدكتورة الخضيري بلغة المشاعر والقيم المُهددة بالفقدان والغياب عن ساحة الوجود الإنساني رغم أهميتها المحورية في حياة البشر وتطورهم.
تنفتح هذه النصوص على سحر الحب أعظم الهبات الإلهية ومنبع التسامح والسعادة الذي يهب الروح الفرح وسط آلام هذا العالم المحموم، كما ترصد الكاتبة من خلال «دعوة إلى الحب» طقوس الحب في آلامه ونعمائه وشروط ترجمته في شراكة العمر والتعايش الزوجي، وتطرح أسئلتها عن الحياة وملابساتها ومستويات الوعي الإنساني، وشروط معرفة الذات ومشاعر القلق الذي يهزمنا حين يستبد بنا دون معارك نخوضها وما السعادة، وثقافة التطوع لإسعاد الآخرين من خلال التعاطف والتراحم والسماحة. وتقبل الحياة والتعامل معها بإيجابية ووعي وتفاؤل كي نعيش معاً بسلام ومودة وتفاهم رغم البؤس والآلام، كما يحفل الكتاب بقطوف دانية من ثمار المفكرين والمبدعين، إذ تستهدي الكاتبة بمنارات مضيئة لأفلاطون وأرسطو وسوفوكليس وشكسبير وستاندال وريلكه وآخرين تعانقوا مع ألوان رامبرانت وبيكاسو ودالي وآهات أم كلثوم، بحيث يبدو الكتاب حديقة غناء لأزهار الأدب وخميلة يكسوها الفن والجمال.
لو كان لدي فرصة أخرى -
أفكار وتأملات في عالم متغير
حمل كتابها الثاني (لو كان لدى فرصة أخرى)، أفكار وتأملات الخضيري التي مرت بطيف واسع من الأفكار والآراء والحقائق استطاعت من خلالها أخذ القارئ معها في رحلة حافلة بالتأملات والتساؤلات حول جملة قضايا إشكالية وموضوعات اجتماعية وثقافية وتربوية وإنسانية حيوية، وتتوالي فصول الكتابة من خلال أسئلة الخضيري المحفزة والمؤرقة عن الاضطراب والخوف من المستقبل ومن بين هذه التساؤلات (كيف يتطلع الانسان العربي إلى مستقبل أفضل متجاوزاً كهوف الماضي وعجز الحاضر؟، ما سر التناقض في الحياة بين ما بلغته البشرة من تقادم علمي وتكنولوجي وما هي غارقة فيه من حروب وصراعات وأزمات تسودها الكراهية والتعصب.
شرفات الروح –
تأملات في الأدب والثقافة والإبداع
حمل كتابها الثالث (شرفات الروح) أسئلة قديمة جديدة وهواجس ثقافية وابداعية وجمالية شكلت قضايا الثقافة والفكر والأدب والايداع موضوعاتها وانشغالاتها الرئيسية.
تتحدث الخضيري في هذا الكتاب عن الدور التنويري للتعليم والإعلام والأدب في النهوض بثقافة الحوار وتعزيز التفكير الناقد الذي يبنى خريطة جديدة للعقل من أجل خروج المجتمع من حالة الهشاشة والفوضى والاضطراب إلى الوعي والرشاد والتحضر وتعاين حضور المثقف ودوره الريادي المفترض أمام هذه التحديات المصيرية الصعبة وترصد طقوس الكتابة وتجاربها وأحوالها ومعاناتها إلى جانب الاحتفاء بالكتاب وأهمية القراءة وغيرها من الموضوعات المجاورة.
الزميلة زينب الخضيري روائية وقاصة وأكاديمية سعودية، أسست موقع رفيف كتاب 2016، وملتقي هنّ سعوديات 2017، وأطلقت مبادرة بيت الرواية 2018، التي تسعى من خلالها لتأريخ وأرشفة الرواية السعودية وتبادر بعمل قراءات نقدية، وورش عمل تخص الكتابة الإبداعية، ولقاءات حوارية متخصصة بالإصدار الأول للكتاب السعوديين. لها عدد من الروايات والمجموعات القصصية تجاوزت عشرة كتب، وزاوية أسبوعية في جريدة «الرياض» بعنوان «ضلع أعوج».
التعليقات