اعتاد العديد من أهالي مكة المكرمة الذين يقطنون بالقرب من الحرم المكي الشريف أن يفتحوا نوافذ منازلهم ويغلقوا صوت التلفاز والمذياع ليستمعوا لطلقات المدفع "مدفع رمضان" التي تنبئهم عن دخول شهر الصيام وكذلك مع ارتفاع صوت الحق لمغرب كل يوم يطلقون عدة طلقات وأيضاً قبل موعد السحور.

سنوات عديدة وهذا الصوت الشجي يشنف أسماع أولئك المكيين طيلة ليالي شهر الخير ويشرف على طلقات ذلك المدفع وحدة المناسبات بشرطة العاصمة المقدسة بقيادة العقيد عساف القرشي مدير الوحدة ويقوم بالتناوب على الاطلاق "لعبوات المدفع" لحظة الإفطار ولحظة السحور عدد من رجال الأمن بإشراف من الرقيب سليمان علي الزهراني، وهم: علي مفرح الزهراني وموسى صالح الزهراني وسالم المطرفي وخالد جميل المسعودي ومستور صالح المالكي.

وتمركز ذلك المدفع في قمة الجبل الذي اكتسب شهرته من ذلك المدفع وسمي باسمه "جبل المدافع".

الرقيب سليمان الزهراني قال: أمضيت في حراسة هذا المدفع أكثر من ستة وعشرين عاماً ومع انتهاء كل عام أتوق لرمضان القادم ولصوت ذلك المدفع الشجي وأحس أن هناك ارتباطاً وجدانياً بيني وبين ذلك المدفع خاصة وأنه اقترن بشهر الصيام وكل مسلم يدرك مكانة هذا الشهر في نفوس المسلمين عامة وما يؤدونه من عمل يمثل لهم قمة وغاية المتعة حيث يتم اطلاق 7طلقات لحظة إعلان حلول شهر الصوم ومع ارتفاع صوت المؤذن في منارات المسجد الحرام تنطلق من فوهة المدفع كل ليلة طلقة واحدة وفي منتصف الليل لحظة التنبيه للسحور وتسمى يتم اطلاق طلقة واحدة وقبيل الفجر لحظة الامتناع عن الأكل والشرب وتسمى "لحظة الكفاف" يتم اطلاق طلقتين وعند إعلان دخول شهر العيد يتم اطلاق 7طلقات وعند أذان الفجر يتم اطلاق 4طلقات ولحظة تأدية صلاة العيد يتم اطلاق 7طلقات وزنة كل طلقة كيلو ونصف من الكبسولات المملوءة بالبارود ويتم ا لاطلاق حين موعد السحور ومع انتهاء شهر الصيام يكون مجموع الطلقات (150) طلقة.

ومع التطور الكبير الذي طرأ على المدافع مؤخراً فقد جهزت عبوات مطورة خصيصاً لهذا الغرض وهي ذات مواصفات عالية وليست مزعجة كما كان عليه الحال قبل عدة أعوام.