«الشعر شفرة، والرواية مذكرة.. الشعر تلميح، والرواية تصريح.. الشعر ومضة، والرواية نور كاشف.. الشعر موسيقى، والرواية كلام.. الشعر ترف العقول الخاصة، والرواية طعام دسم لعقول العامة».

(د. غازي القصيبي)


يا أنْتِ يا عَنيْدةْ

عَنْكِ أردْتُ عُنْوَةً

أنْ أكْتُبَ القَصدةْ

فكَيْفَ اسْتطيعُ يا حَبيْبتي

عنْ العَنيدَةْ..

كِتَابَةِ القصيدةْ؟

في حيْرة أنا أكِيدةْ

مِنْ أيْنَ أبْدأُ الكِتَابةْ

في الحُبّ والحَبيْبةْ؟

إنْسَانةٌ في خَاطِري تَوَغَّلتْ

مِنْ دُونِ تَمْهيدٍ أوْ اسْتئْذانْ

مُلِحَّةً بأَنْ تَكُونَ صُوْرَةً

مَرْسُومَةً بالآهِ .. آهْ

أَلوانُها في شَكْلِها عِقْدٌ بنَفْسَجيْ

وآهِ.. آهِ.. وَالْعَبِيرُ ياسَمِينْ


في البدء أوحت إنها عنيدة

قَصِيْدَةُ

الْقَصيدْةِ

الْقصيْدةْ

وبَغْة تَراجَعَتْ..

كاشِفَةٍ عَنْ وجْهِهَا

لِشَاعِرٍ تَحُثّه على كتَابَةِ القَصيدةْ

وشَرْطُها بأن يكونْ

عُنْوانُها:

حبَيبْتي قَصيدةْ


الحُبُّ في اتْسَاعِ دَوْرِهِ

إطارُهُ مَناَظِرْ

أحْلى مِنْ الجَواهِرْ

أكانَ في الْقَدِيمْ

أوْصَارَ في الجَديْدِ

وفي الْقُلوبِ والأسْفَارْ

دَوَامُهُ في أصْلِهِ

يأْبَى تَغَيُرَ التَّغْيِيرْ

عَنْ كَوْنِهِ خلُاصَة التَّعبِيرْ

عَن الْمَكْنُون في الضَّمِيرْ

مِن عُمَرْ * إلى نِزَارْ*

وغَيْرِ ذَا مِن الأشْعَارْ

من الْمَقُولِ والمختارْ

في قِصَرِهِ وَطُوْلِهِ

وشَغْلِهِ القُلوبَ بالْحَرْفْينْ

حاءٌ وبَاءٌ في احتضان دائم

في الرَّسْمِ والْمَعاَني..

كَذَلِكَ الأفْعاَلْ

الْحُبّ في أوْقَاتِنا

وفي تَتَابُعِ الزَّمانْ

وجْهٌ ألِيْفٌ عَابِرٌ

يُسَابِقُ الرِّياحْ

في فِعْلهِ وَنَصّهِ وصَوْتِهْ

يٌحِبُّ أنْ يُحَبْ

من أصْلِهِ وفَصْلِهِ..

دَيْدَنُه الدَّوامْ


  • الشاعر عمر بن ربيعة

  • الشاعر نزار قباني