مطلع يوليو الجاري، أعلنت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية "نزاهة"، أسماء مجموعة من المواطنين والمقيمين، عدد منهم يعمل في وزارة الصحة، لتورطهم في قضايا رشى وتزوير، تتعلق بتغيير غير قانوني في بيانات الأفراد التي تظهر حالتهم الصحية، عبر تطبيق "توكلنا"، وتعديلها مقابل مبالغ مالية!
خطورة هذه الشبكة ليس في مخالفتها الأنظمة وحسب، أو تلقيها رشى، بل أيضاً، تعريض سلامة المجتمع الصحية للخطر، وإظهار أفراد وكأنهم "محصنون" فيما الواقع خلاف ذلك، ما يهدد الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سبيل حماية المواطنين والمقيمين.
هنالك مشكلة مزدوجة: أفراد لا يريدون تلقي اللقاح، وآخرون يستفيدون من هذا السلوك في التكسب غير المشروع.
البعض قد يقول: إن الناس أحرار في أجسادها، ولها الحق في أخذ اللقاح من عدمه؛ وهذا أمر صحيح من حيث المبدأ، إنما الذي من المهم أن يكون محل انتباه، أن الجائحة التي أنهكت العالم، ليس وضعاً طبيعيا، يكون فيه الإنسان حراً تماماً، وله سعة في الاختيار، لأن الوصول إلى "المناعة الجماعية" يتطلب تطعيم قطاع كبير من الناس، وإذا تردد كثيرون في أخذ اللقاح، فإن بلوغ هذه النقطة سيكون أمراً شاقاً ومتعسراً.
عدد من الذين تناقشت معهم حول لقاحات كوفيد-19، معلوماتهم غير دقيقة أبداً، ومخاوفهم لا تستند إلى العلم، بل هي نفسية وتغذيها الإشاعات والعقل الجمعي أكثر من أي شيء آخر.
البعض يقول كيف تم التوصل إلى اللقاح بهذه السرعة؟ والجواب، إن فيروس "كوفيد-19" هو فيروس ضمن عائلة "كورونا"، والتي هي محل دراسة وبحث منذ سنوات عدة، وبالتالي فإن المختبرات لم تكن حديثة عهد بها، ولديها معلومات عنها، والفيروس الذي استجد هو ضمن هذا السياق، ما جعل الحاجة لمعرفته بشكل أدق محل رصد العلماء. أمرٌ آخر، يجب عدم نسيان موضوع التقدم التقني والذكاء الاصطناعي ودورهما في تسريع عملية البحث، وتوفر دعم مالي كبير وتعاون واسع بين عدد من الشركات والمختبرات والدول؛ وكلها عوامل ساعدت في أن تختصر المسافات، وتكون النتائج أسرع من ذي قبل.
يضاف إلى ذلك، أن عدد المتطوعين الذين جربت عليهم اللقاحات، تم تجميعهم في وقت أسرع، مقارنة باللقاحات السابقة، التي تعاني من مشكلات في التمويل أو الأبحاث أو عينات التجريب، وهو ما يجعلها تتأخر لسنوات.
بالتأكيد، ستظهر إيجابيات وسلبيات اللقاحات مع الوقت، إلا أن ذلك لا يعني أنها مصدر قلقل، أو يجب الحذر الشديد منها.
لو سألنا الجمهور العام عن لقاحات الحصبة والجدري وشلل الأطفال وسواها، سنجد الغالبية الساحقة لا تعرف عنها شيئا! فيما تبدي الكثير من التدقيق في لقاحات كورونا.
أن يقلق الإنسان على صحته أمر مهم، لكن ذلك يجب أن لا يقود إلى خلق ممارسات فاسدة، وطرق ملتوية، تخالف القانون العام.
التعليقات