أبهر البرازيليين مرتين في الملز أمام (بيليه) وفلامنغو
ودّعت الساحة الرياضية واحدا من أمهر المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب السعودية في تسعينات القرن الهجري الماضي، بوفاة الجناح الأيمن للمنتخب والهلال ناجي عبدالمطلوب الذي ووري الثرى بمقبرة المنصورية في الرياض عصر أول من أمس "الأربعاء" عن عمر يناهز الـ 70 عاما.
وعانى النجم الراحل من متاعب صحية متفاقمة في سنواته الثلاثة الأخيرة، أُدخل على إثرها المستشفى أكثر من مرة وأجرى أكثر من عملية قلبية وباطنية.
لقبه الناقد الرياضي الكبير عادل عصام الدين بـ(جارنشيا كرة القدم السعودية).. نجم الكرة البرازيلية في الخمسينات والستينات الميلادية.
وعندما كان ناجي واسمه الكامل: (ناجي عبدالمطلوب أمان بن ساعد) في عز توهجه مع الهلال لفت الأنظار كلاعب مهاري من طراز رفيع وحرص النجم المجري العالمي والمدرب الراحل بوشكاش على اختياره للمنتخب السعودي الأول وفي إحدى مقابلاته أشاد بوشكاش بموهبة ناجي وثقافته الكروية وسرعة بديهته في الملعب وزاد على ذلك أن ناجي بمواصفات لاعب برازيلي يملك أسرع بديهة للاعب سعودي في التحرك بالكرة ولعبها في المكان الصحيح.
ناجي هدية غالية من عبدالله الفيصل
بدأ بروز النجم الراحل في نادي الربيع (جدة حاليا) أحد أندية الدرجة الثانية وتتلمذ على يد المدرب الوطني أحمد اليافعي - رحمه الله - وحين اتجه للأهلي كان فريقا متخما بالنجوم ولم يجد ناجي فرصته باللعب ليبادر رائد الرياضة الأول والأب الروحي للأهلي الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - بتقديمه هدية لنادي الهلال فحزم حقائبه واتجه إلى الرياض ليفاجأ عند وصوله المطار كما ذكر بوجود كبار رموز وشخصيات الهلال في انتظاره، الأمير هذلول والأمير عبدالله بن ناصر والأمير مقرن بن سعود والشيخ عبدالرحمن بن سعيد - رحمهم الله - وسجله الأخير في كشوفات النادي يوم 22 / 5 / 1392هـ، ومثل الهلال في مركز الجناح الأيمن وكانت خانة النجم السابق حسين العليان ومن قبله النجم زين العابدين.
ثلاث بطولات تاريخية
وكتب التاريخ الأزرق أول إنجازات ناجي الذهبية مع الهلال بعد خمس سنوات من انضمامه، إذ كان أحد أبرز النجوم الذين قادوا الهلال للفوز بأول نسخة في مسابقة الدوري الممتاز عام 1397هـ معلنا عودة الزعيم لمنصات البطولات بعد 13 عاما من الغياب وفي نفس الموسم ساهم ناجي في وصول الهلال لنهائي كأس الملك الذي خسره أمام الأهلي (1 / 3) وغاب الهلال عن البطولات في الموسم التالي لكنه سرعان ما عاد ليفوز بلقب الدوري للمرة الثانية عام 1399هـ. وأكد تفوقه بتحقيق كأس الملك لموسم 1400هـ أمام الشباب بثلاثية وكانت تلك الحقبة الذهبية متزامنة مع وجود النجم العالمي ريفالينو في صفوف الهلال، فيما كان آخر موسم وبطولة لناجي.
سبع سنوات لناجي في خدمة المنتخبات
على مدى سبع سنوات ظل اسم ناجي حاضرا ومتداولا في قوائم المنتخبات السعودية بمختلف فئاتها في أكثر من تظاهرة كروية، كان عبدالمطلوب فيها أفضل جناح أيمن سعودي وتفجرت موهبة ناجي الكروية أمام السحرة البرازيليين في مباراة منتخب الناشئين السعودي أمام فريق سانتوس بقيادة الجوهرة السوداء بيليه عام 1393هـ ومع المنتخب الأول ضد فريق فلامنجو البرازيلي عام 1394هـ انتهى بتعادل مثير (2 / 2) سجل أولهما ناجي وكان نجم المباراة بمستواه الرفيع ومهاراته الفردية العالية التي مكنته من التلاعب بدفاع السامبا كيفما يشاء.
محسن: من ينسى ناجي؟!
«نجوم الأمس» في المقابل حرصت على رصد ذكريات بعض زملاء ناجي السابقين في المنتخب والهلال وفي البداية يتحدث مهاجم المنتخب والهلال الأسبق محسن بخيت الذي زامل ناجي خمس سنوات قائلا: «عرفت ناجي بالخلق الرفيع والعطاء الوافر والمستوى المميز، كان بالنسبة لي بمثابة الأخ الوفي والصديق المخلص تربينا وعشنا ولعبنا معا منذ نصف قرن ولا أتذكر أنه أساء لمخلوق كان طيبا محبا للجميع وقدم للنادي كل ما يملك من عطاء وتضحية وحب صادق للشعار الأزرق وكذلك الأخضر كما كان وفيا مع زملاءه ومهما تحدثت عن هذا النجم الخلوق فلن اوفيه حقه وستبقى ذكراه العطرة حاضرة في الذاكرة وخالدة في القلب».
«فلامنجو» مباراة العمر لناجي
ويتذكر محسن بشيء من الاعتزاز والفخر يوم تألق ناجي مع المنتخب أمام فلامنجو البرازيلي التي انتهت بالتعادل 2 / 2 وسجل ناجي ومحسن هدفي المنتخب قائلا: «كانت مباراة تاريخية والجميع أشاد بمستوى فريقنا لكن ناجي لعب مباراة العمر وقبلها بعام لعبنا مع منتخب الناشئين أمام سانتوس البرازيلي بوجود بيليه». واختتم محسن حديثه بالقول: «أعزي نفسي والجمهور ومحبي الهلال الذين عرفوا ناجي وعاشوا أمجاده داعين الله له بالرحمة والمغفرة».
آل الشيخ: «ناجي» محبوب الجميع
أما حارس المنتخب والشباب الأسبق عبدالله آل الشيخ فيقول عن ناجي: «زاملته في المنتخبات منذ عام 1392هـ وكان محبوبا من الجميع لم نسمع منه إلا الكلمة الطيبة ولهذا كنا نقول أيام المعسكرات أي لاعب يريد سعة صدره فليجلس مع ناجي الذي كان يغمرنا بطيبة قلبه ورحابة صدره وأحاديثه المحببة إلى النفس».
الحبشي: عضلة القلب أضعفت ناجي
ويؤكد الصديق الوفي لناجي الذي ظل يلازمه حتى آخر يوم في حياته (جنرال الهلال) فهد الحبشي أن أكثر المشاكل الصحية التي عانى منها صديقه الراحل كانت ضعف في عضلة القلب ومشاكل في الصمامات بجانب تكالب ضغوط الحياة المادية والمعيشية وقال: «كان رحمه الله حريصا على أبنائه ويوصيني في كل أحاديثه على السعي لتأمين مستقبل أبنائه من بعده بالتواصل مع أصحاب القلوب الرحيمة إذ لم يكن يملك بيتا وعاش حياته في بيت مستأجر ومعاملته لا تزال لدى وزارة الإسكان ولجنة ماجد عبدالله الخيرية لمساعدة قدامى الرياضيين وأتمنى بهذه المناسبة الوقوف مع أبنائه فهم بحاجة إلى لمسة وفاء من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لخدماته الجليلة وتضحياته للمنتخبات السعودية.
كما أتمنى من رجال الهلال ومحبيه وأعضاء شرفه ضرورة تأمين سكن لأسرة ناجي وتوفير حياة كريمة لهم من بعده كما فعل نادي الهلال في مواقف إنسانية مع لاعبين آخرين وناجي في عز مستواه لم يساوم الهلال في يوم من الأيام وضحى وأعطى بصدق وإخلاص للشعار الأخضر وللشعار الأزرق، وحان الآن موعد رد الجميل والوفاء لمن يستحق الوفاء بالوقوف مع أبنائه في ظروفهم المعيشية الصعبة».
آخر طلب «كبسة تونة»
ويتذكر الحبشي أن آخر ما طلبه منه ناجي قبل وفاته بيوم واحد أن يطبخ له «كبسة تونة» كما كنا نعدها سويا أول ما جاءنا من جدة قبل 50 عاما، وقال - رحمه الله - أريد أن نسترجع معها ذكريات شبابنا وأيامنا الحلوة «رحمه الله».
![](/media/article/2021/06/24/img/8698589143.jpg)
![](/media/article/2021/06/24/img/7451772673.jpg)
![](/media/article/2021/06/24/img/4525214521.jpg)
![](/media/article/2021/06/24/img/2209889979.jpg)
![](/media/article/2021/06/24/img/9353535315.jpg)
التعليقات