تتميز الدرعية التاريخية بمساجدها الطينية التي بنيت في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية، وكانت منارة للعلم والتدريس إضافة لأداء الصلوات، ومن هذه المساجد مسجد الدواسر الذي يقع جنوب مدينة الدرعية قرب حي المريح على مساحة تقدر بـ120 متراً مربعاً على ضفة وادي حنيفة.

وبني المسجد قبل أكثر من 100 عام بالطين وأساسه من الحجر، ويتكون من مصلّى داخلي، وسرحة خارجية ومحراب، إضافة إلى مئذنته، كما يوجد إلى جوار المسجد مسقاة للوضوء والاستخدامات الأخرى.

ويمتاز مسجد الدواسر بطرازه المعماريّ الأثريّ وجدرانه الطينية المقوسة، ليخلّده التاريخ كأحد أهم مساجد الدرعية القديمة بجانب البيوت والقصور والقلاع والمباني التي شهدت حكم بزوغ الدولة السعودية.

ويظهر المسجد المسقوف وخلفه المسجد المكشوف للصلاة به خلال ليالي الصيف، وهو نموذج المساجد التقليدية القديمة في تلك الفترة التي تزخر بها المملكة، ولأن منطقة الدرعية تتميز بمناخها القاري شديد الحرارة صيفاً وشديد البرودة شتاء، فقد تميزت المساجد التقليدية في تلك المنطقة بالفكر المعماري وليد البيئة التي تواجد فيها من ناحية التخطيط والتصميم إذ احتوت هذه المساجد على عنصر الخلوة وهي أماكن تحت الأرض للحماية من البرد القارس ولذلك عرفت بمصلى الشتاء، كذلك المواد الخام التي تمثلت في الطوب اللبن لما له من خواص تتلاءم مع المناخ.