«السينما فقط هي التي تسمح لك بالنظر مباشرة إلى الشمس والموت». هذه هي الأسطر الافتتاحية لفيلم إيريك باولز الوثائقي.
بدأ باولز في تحضير «The Second Night» عندما اكتشف أن والدته مصابة بالسرطان: كانت كبيرة في السن واستغرق الأمر بعض الوقت حتى ينتقل المرض إليها؛ لذلك كان لدى المخرج الوقت ليسترجع كل الذكريات ودروس الحياة والعواطف التي مرت بها هذه المرأة.
وينسج من خلالها سحرًا عاطفيًا عبر النظر إلى الأشياء والصور والأصوات من الماضي الذي يشكّل تاريخ عائلته.
بعد وفاة والدته، خصّص المخرج «باولز»، رسالة الحب الصادقة هذه في شكل فيلم لها، مدركًا حقيقة أن العالم قد تغير تمامًا بعد اختفائها: عالمه الخاص ولكن أيضًا العالم الخارجي.
من خلال الصور التي يحتفظ بها والأشياء اليومية وذكريات الطفولة، وماهية العلاقة بين الأم والطفل، يتم إعطاؤنا يوميات حميمة يتم فيها دمج ملف عائلته والصور المرحلية والمنزلية للتفكير بحكمة في كيفية تعلَّم النظر إلى عالمنا من خلال عيون أولئك الذين لم يعودوا معنا.
في الواقع، يلمح عنوان هذا الفيلم الوثائقي إلى «الليلة الثانية» بعد ولادتنا، عندما نُفصل عن الأم لننام بمفردنا بعيدًا عن دفئها، ونبض قلبها المريح والإحساس الهائل بالرفقة الذي يمنحنا إياه. تلك «الليلة الثانية» من حياتنا هي المرة الأولى التي نواجه فيها تلك العزلة الفظيعة
ونبدأ في تجربة مثل هذه، تجربة الانفصال.
تخبرنا «الليلة الثانية» أن الموت موجود، وأسوأ موت يمكن تخيّله هو موت الكائن الذي منحنا الحياة، فيلم مصنوع بأعين رطبة من البداية إلى النهاية، وغالبًا ما يكون الاستحضار الشعري / السينمائي هو أفضل آلية للتذكر.
«كنتِ الدليل الوحيد على وجودي.. والآن بعد رحيلك لم أعد أملك سوى ذاتي دليلاً على وجودي». إريك باولز.
التعليقات