"جائزة نوبل للسلام للعام 2020 تذهب لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تقديراً لجهوده في مكافحة الجوع"، هكذا أعلنت لجنة جائزة نوبل قبل أيام فوز هذا البرنامج الأممي الرائع الذي يُعدّ إحدى أهم وأكبر المنظمات الإنسانية في العالم لمكافحة الجوع، والذي يُقدم كل عام مساعدات غذائية لأكثر من 90 مليون شخص، في أكثر من 80 بلداً، ويتم تمويل هذا البرنامج كلياً من التبرعات والهبات من الدول والمنظمات والشركات في كل العالم، ويعمل لديه أكثر من 17 ألف موظف في جميع أنحاء العالم، ولديه شراكات تزيد على ألف منظمة غير حكومية، كل ذلك من أجل تقديم المساعدات الغذائية ومعالجة الجوع في العالم.

وتُعتبر جائزة نوبل التي قدمت جوائزها لأول مرة في العام 1901، الجائزة الأهم في العالم والتي تضم ستة مجالات هي الأدب والطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والسلام.

بقدر ما أسعدني فوز هذه المنظمة الإغاثية الرائعة، تملكتني بعض المشاعر الوطنية الطموحة التي أثارت أمامي هذا السؤال الوجيه: لماذا لم يحصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على جائزة نوبل للسلام حتى الآن؟

ويُعدّ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أحد أروع الأمثلة والنماذج الوطنية والعالمية في مجال المساعدات الإغاثية والتنموية والإنسانية. ورغم عمره القصير جداً والذي لم يتجاوز الخمس سنوات، حيث دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 13 مايو من العام 2015 تتويجاً لمسيرة 80 عاماً، من المبادرات والمساعدات والخدمات الإنسانية والخيرية والتنموية، التي قدمتها المملكة للكثير من الدول والشعوب والمنظمات والمؤسسات في كل أنحاء العالم، وهي بالمليارات التي كانت تُقتطع من دخلنا القومي استشعاراً بواجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه من يستحق المساعدة والإغاثة.

والكتابة عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، هذه "الشرفة/ المنصة السعودية الإنسانية" الرائعة، تحتاج الكثير من المقالات والدراسات والبرامج والتغطيات، فهو أحد مفاخر الوطن التي تستحق أن نتباهى بها. وثمة عتب ولوم، يُوجه لإعلامنا الوطني بمختلف أشكاله ومنصاته ومستوياته، فهذا الصرح الوطني الملهم يستحق التعريف والإظهار لكي يعرف المجتمع السعودي بكل أفراده ومكوناته، بل وكل العالم، قيمة ومكانة وتأثير هذا المركز السعودي العالمي.

وبشيء من الاختصار والاختزال، فإن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنذ أن تم تأسيسه قبل خمس سنوات، قدم الكثير من المبادرات والمشروعات والأعمال التنموية والإغاثية والإنسانية، كانت مثار إعجاب وفخر العالم. فقد استفادت أكثر من 54 دولة في كل أنحاء العالم من برامجه ومشروعاته وخدماته، وبلغ مجمل المنح وما تم صرفه من المركز حتى الآن قرابة الـ4 مليارات و700 مليون دولار أميركي، كما يعمل المركز مع 144 شريكاً من منظمات ومؤسسات وهيئات سعودية وعالمية.

مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، هو "أيقونة العمل الإنساني" التي تُقدمها المملكة بكل كرم ونخوة ومسؤولية لكل من يحتاج المساعدة والإغاثة من دون منة أو فوز، فهذه الدولة المباركة ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - قبل ثمانية عقود، كانت وستبقى ملاذاً وحضناً لكل من يطلب العون والمساعدة.