نرحب بكم مجدداً على صفحة التغذية العلاجية بحلتها الجديدة، ومع عودة الصفحة لكم نعود لكم بموضوع مهم عن مشكلات صحية يعاني منها الكثيرون، قد تكون أنت أحدهم أو أحد أقاربك أو أصدقاءك، لهذا أهيب بك أن تقرأ هذا المقال وترسله لكل من تعرف أن لديهم تلك الأعراض التي سأذكرها لعل الله يجعل على يديك الشفاء مما يعانون منه.

القولون العصبي مشكلة صحية يعاني منها الكثيرون، وبعد تشخيصها من الطبيب المختص يقول لك للأسف لا يوجد علاج للقولون العصبي ولكن هناك بعض الأدوية التي ستخفف من تأثيراته السلبية.

لاحظت أن كثيراً من مراجعي عيادتي يشكون لي من معاناتهم من القولون العصبي، وفي الغالب يكون جزءًا من أعراض جانبيه لمرض آخر، فكنت أتوقف وأسالهم عن الأعراض التي يعانون منها بدقة، وأقترح عليهم تجنب الأغذية التي تحتوي على الجلوتين وهي القمح والشعير والجودار (الشيلم) وهذا الأخير بين القمح والشعير في الشكل ولونه مخضر قليلاً واستخدامه قليل عندنا. هذه الأغذية الثلاثة تحتوي على الجلوتين أما بقية الحبوب فلا تحتوى على تلك المادة المسببة للحساسية (الجلوتين أو الجليادين)، واشتهرت عبارة حساسية القمح للدلالة على حساسية الجلوتين لكون القمح أكثر انتشاراً واستخداماً من الشعير والجودار.

نصحت من يعاني من أعراض القولون العصبي تجنب تلك الأغذية الثلاثة لمدة أسبوعين أو ثلاثة وكانت النتيجة مبهرة، حيث اختفت الأعراض لدي نسبة كبيرة منهم، وهذا يؤكد أن تشخيص حالاتهم لم يكن قولوناً عصبياً وإنما عدم تحمل الجلوتين، وبعد متابعة حالاتهم لعدة أشهر لم تعد لهم تلك الأعراض المقلقة التي كانوا يعتقدون أنها قولون عصبي.

هل كان تشخيص حالاتهم بأنها قولون عصبي خطاً؟ نعم والسبب التشابه الكبير بين أعراض القولون العصبي وعدم تحمل الجلوتين واللاكتوز وهو سكر الحليب حيث تظهر تقريباً نفس الأعراض في الحالات الثلاث.

عدم استعانة بعض الأطباء بالمختصين في التغذية السريرية أو العلاجية جعل الذهن يتوجه للقولون العصبي فقط. هناك فئات أكثر عرضة للإصابة بحساسية الجلوتين وهم المصابون بأمراض مناعية أو مزمنة مثل مرضى السكري والتهبات الكبد والغدة الدرقية وأولئك الذيت تتكرر لديهم الالتهابات الجلدية ومن يعانون من نقص المناعة (IgA) ومتلازمة داون والحساسية للطعام.

مرض حساسية القمح

هذا المرض من الأمراض المناعية ويحدث أن ينتج الجسم أجساما مضادرة لمادة الجلوتين الموجودة في القمح والشعير والجودار، وتظهر مظاهر عامة وأعراض خلال دقائق أو ساعات معدودة من تناول المادة الغذائية المحتوية على الجلوتين مهما كانت كميتها صغيرة حتى من بعض معاجين الأسنان ومواد التجميل والحلويات المحتوية على جلوتين، وتأثيرات ومضاعفات هذه الحساسية أقل من تلك التي تحدث في مرض سيلياك.

من الأعراض المحتملة، الإسهال والغثيان أو القيء وتورم أو حكة أو تهيج في الفم أو الحلق وبثور، أو طفح جلدي بحكة أو تورم في الجلد واحتقان أنفي، وصداع وصعوبة في التنفس وقد تحدث بعض التشنجات وتأثيرات نفسية مثل التوتر والانفعال. في الحالات الشديدة قد يحدث ألم أو ضيق في الصدر وصعوبة تنفس شديدة و في البلع وشحوب الجلد أو تغير لونه إلى الأزرق وقد يحدث دوار وإغماء في أعلى درجات الأزمة.

علاج حساسية القمح مثل علاج السيلياك يتطلع تجنب جميع مصادر الجلوتين سواء في الأغذية أو المواد التي يدخل فيها مهما كانت قليلة، ولكن لو تناولها الشخص وحدثت عنده أعراض الحساسية العادية فلا خطر عليها، المهم ألا يواصل في تناول تلك المادة وستختفي الأعراض بعد عدة ساعات أو أيام.