وذُكر أن المرأة تنتفع إذا جلست في ماء الحلبة من أوجاع الرحم، وتستخدم الحلبة ضماداً للأورام، ويشرب ماؤها للمغص العارض من الرياح، وتؤكل الحلبة مطبوخة بالتمر أو العسل أو التين على الريق، لتحليل البلغم في الصدر، وتنفع من السعال المزمن، ومن آلام المعدة المزمنة، وتلين البطن، ولذا تفيد من الإمساك المزمن. قال أبو بكر الرازي في الحلبة: «مسحوق الحلبة مخلوطاً ببذر الكتان مع العسل لحالات الذين لا يحبسون الطعام، وضماداً بين حالات الالتهاب المزمن للمعدة، وإذا تغييك كان الالتهاب في المريء، فتوضع الضماد بين الكتفين». وقال ابن سينا: «الحلبة تلين الصدر والحلق، وتسكن السعال والربو، خصوصاً إذا طبخت بالعسل، وطبيخها بالخل لقروح الأمعاء، طبخها بالماء جيد للإسهال دهنه للأورام في المعدة. طبيخها مع العسل يزيل الرطوبات الغليظة من الأمعاء، ويدر البول والطمث، وهو جيد لأصحاب البواسير. وقال ابن البيطار: «الحلبة تنفع أوجاع الظهر والرحم. قوتها منضجة ملينة تحلل البلغم، وينفع مسحوقها لعلاج الأورام، وتنقي الصوت، وتسكن السعال والربو، وإذا مزجت بعسل النحل أو التمر أو التين فهي نافعة للحروق دهاناً مع زيت الورد». أما داود الأنطاكي، فيقول: «الحلبة تلين وتحلل سائر الأورام، ومتى طبخت بالتمر والتين والزبيب وعقد ماؤها بالعسل أذهبت أوجاع الصدر المزمنة والسعال والربو وضيق التنفس، ومتى طبخت مفردة وشربت بالعسل حللت الرياح والمغصلس وبقايا الدم المتخلف من النفاس والحيض، وأخرجت الأخلاط والكيموسسات العفنة». وقال أبو الريحان البيروني في كتابه «الصيدنة في الطب»، مثل ما قاله ابن البيطار في كتابه «الجامع لقوى الأدوية والأغذية»، كما نقله عن الملك المظفر الرسولي في كتابه «المعتمد في الأدوية المفردة»، فقال: «إن الحلبة تحلل الأورام القليلة الحرارة الصلبة وتشفيها، وتلين البطن، ولكنها قد تسبب الصداع، وربما الغثيان وتخرج ما في الأمعاء، من الأخلاط الرديئة وتحرك الأمعاء، ودقيقها يصلح للأورام الظاهرة والباطنة ضماداً وإذا خلطت بالنطرون وضمدت به نفعت من ورم الطحال، وتسهل الولادة العسرة، وماء طبيخها ينفع الشعر، ويجلو القروح، ويذهب الحزاز، ولمائها مع دهن الورد ينفع من تشقق الجلد البارد، والحرق النار، ويدخل في أدوية الكلف ويحسن اللون».