لم يدر بخلد رحالة الدراجة الإيطالية إلينا هالي بايكر أنها سوف تبقى في المملكة العربية السعودية بسبب سريان منع السفر حول المنافذ، بعد أن جالت (17) بلداً عبر دراجتها النارية بسبب جائحة «كورونا».
وقالت : بدأت رحلتي من إيطاليا العام الماضي.. في الأصل أنا رومانية عشت في إيطاليا لمدة (12) عاما.. وقبل عام من الآن قررت أن أعيش حياتي على الطرقات باستخدام دراجتي.. منذُ ذلك الوقت حتى الآن زرت (17) دولة (شرق أوروبا، ثم تركيا، وانتقلت إلى لبنان ثم سورية ثم الأردن وصولا إلى السعودية)، وصلت للسعودية قبل سبعة أشهر وبعد وصولي بأقل من ثلاثة أسابيع بدأ الحظر بسبب جائحة «كورونا» ولذلك بقيت في السعودية خلال السبعة أشهر الماضية.
واكتشفت حب الدراجات النارية في ظروف خاصة من حياتي والتي كانت قصة حب وبعد ذلك السفر بالدراجة على الطرق وهكذا اكتشفت أن هذه حياتي بالتنقل حول العالم والتعرف على أشخاص من مختلف البلدان.. تغيرت حياتي بعد الدراجة النارية.
منذُ حوالي أربع سنوات امتلكت هذه الدراجة النارية والتي لم يسبق لي في حياتي امتلاك أي دراجة وقد بدأت الرحلات القصيرة عليها، وبعد سنتين من اقتناء الدراجة قمت بأول رحلة والتي كانت في أفريقيا زرت خلالها سبع مدن لمدة أربعة أشهر والتي تعتبر التجربة الأولى والجديدة والتي جعلتني أتعرف على هذا الطريق الجديد من حياتي.
بعد البقاء في السعودية لمدة سبعة أشهر من الصعب أن أقول إني زائرة لها لأني أشعر أني أعيش بها لوجود إحساس قوي بالانتماء لها منذ البداية.. أنا أحب هذا المكان وأرى أني أنتمي لهذه الدولة وكل يوم أتعرف على شيء جديد بخصوص هذه الدولة وأزلت جميع المعلومات المغلوطة عنها. أنا أحب المملكة العربية السعودية، أما جازان قبل أن آتي لها قال لي البعض لماذا تريدين زيارة جازان في هذا الوقت من السنة بسبب ارتفاع درجة الحرارة الأفضل لك الذهاب لها في فصل الشتاء ولكن سألتهم هل يوجد ناس يعيشون فيها الآن قالوا نعم يوجد، فقلت مثلما نجا سكانها من حرارة الجو فأنا كذلك سوف أنجو.
زرت جازان الآن وأنا سعيدة بذلك لأن جازان أكدت لي أن الشعب السعودي لطيف ومضياف والعائلات هنا مذهلة وقد شعرت أني أنتمي للمنطقة..
وما جذبني في جازان ونال استحساني «النباتات العطرية» والموروث، ولكن إذا تكلمنا عن جازان كمنطقة وليس فقط المدينة أنا معجبة بما شاهدت واكتشفت من مناظر طبيعية في وادي لجب، فرسان ولأني أتيت من عسير إلى جازان يمكني القول إن الثقافة والناس متشابهان لحد كبير في المنطقتين وكما قلت سابقا المناظر الطبيعية الموجودة في المنطقة والشعب من أهم الأمور.
دراجتي النارية من نوع «هارلي ديفرسون» هو ليس من النوع الذي يمكن استخدامة في المغامرات والرحلات الطويلة وقمت بالسفر عليها بمثابة تحدٍ، وفي الغالب مناسبة للرحلات القصيرة ولكن كما قلت سابقا هذه الدراجة أتت بعد قصة مهمة في حياتي ومع هذا النوع بالتحديد اكتشفت السفر بالدراجات ولذلك قررت عدم تغيير هذه الدراجة للأفضل والاحتفاظ بها مهما كان.
قالت بايكر: عندما نتكلم عن التقاليد أشعر بأنني محظوظة لأن لي فرصة لتجربة شيء جديد لدى الآخرين مثال صديقتي في «جازان» رتبت حفل زفاف وفي اليوم التالي له أعدت الحفل لأكون أنا العروس بدون عريس لبست فستان العروس التقليدي والحنا ورقصت على الموسيقى التقلدية في المنطقة أكلت الأكل التقليدي وحقيقي كان شيئا مذهلا لأن ليس الجميع لديهم مثل هذه الفرصة لعيش هذه التجربة.. العادة الأخرى التي أبهرتني هي لبس الفل فقد رأيت رجلا يلبس طوقا من الفل عندما كنت في وادي لجب.
وأضافت: في أي مكان أذهب له أحاول أن أجعل نفسي أنتمي للمكان من خلال ثقافته وقد قمت بهذا الشيء أيضا هنا في السعودية.. من اللحظة الأولى التي حاولت فيه الاندماج مع المجتمع هنا فقد لبست الزي الرسمي للنساء هنا عند وصولي لتبوك والتي حصلت فيها على عباية ونقاب كهدية، وقد حرصت على ارتدائها في كل مرة تسنح لي الفرصة.. في كل مرة وفي كل تجربة أحاول دائما تحقيق شيء مختلف في السعودية تعلمت المزيد عن كرم الشعب السعودي، وأن هذا الكرم ليس خيارا وإنما أمر متأصل في سكان المملكة وهذا يعتبر إضافة رائعة في حياتي.. جميع ما مررت به هنا وما عشته سيكون إضافة جميلة لي في حياتي المستقبلية.




التعليقات