للدكتور عبدالله الزازان مساهمات فكرية تستحق التقدير، من بين تلك الإسهامات كتابه عن الشيخ محمد بن ضاوي كسيرة ذاتية عن هذا الرجل الذي لعب دوراً بارزأ في مرحلة التأسيس وبالذات في الرياض، إذ قدر لي أن أطلع على مؤلف محمد بن ناصر بن ضاوي والذي أعده ابنه الأستاذ عبدالله بن محمد بن ضاوي ونشر عن دار الزازان للدكتور عبدالله الزازان هذا الكتاب أعادني إلى الوراء كثيراً.. أعادني إلى تلك البيئة البنية النجدية في الرياض.. وكيف كانوا الناس يحصلون على التابعية وكيف تقدر الأعمار آنذاك .. فقد كانت جميع تلك الخطوات المهمة في حياة مجتمع بدائي بدائية إلى حد كبير وكانت تعتمد على مهارة ابن ضاوي ومعرفته وعلاقاته كان هو المعرف والشاهد.. وكل ما يتعلق بالحصول على التابعية.. كانت هناك بعض الأعلام المعروفين في الرياض من كبار السن والأسر والمشايخ الذين يعتمد عليهم ابن ضاوي للتأكد من المعلومات وهكذا كان منح الجنسية للسعوديين.. ولعلي من ذلك الجيل الذي استخرج التابعية عن طريق ابن ضاوي لكن كيف ومتى ومن هو الوسيط؟.. فقد حصلت عليها من خلال ورقة أخذتها من شقيق والدتي (عبدالله بن مساعد) رحمة الله عليه، والذي كان يعمل في مكانة طيبة لدى الأمير بدر بن عبدالعزيز - رحمه الله -.. وكان خالي أحد المعرفين ببعض معارفه. ولعلي هنا أعرج على بعض المعلومات التي أحسن ذكرها للابن عبدالله بن ضاوي عن والده محمد فقد كشف عن تجارب الرجل وخدماته للدولة.. وكيف استطاع أن يكسب ابن ضاوي ثقة الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه حتى عهد الملك سلمان - حفظه الله -.
إن مثل هذا المؤلف جدير بأن يكون ضمن محتويات دارة الملك عبدالعزيز لما يحمله من مضامين جيدة تسجل جانباً مهماً من حياتنا الاجتماعية وإدارة العمل وقد أحسن أستاذي الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي - رحمه الله - في كتابه مقدمة هذا المؤلف إلى جانب ذكر بعض الجوانب عن الحياة الاجتماعية في نجد تحديداً.
وإذا كان لي من تعليق فهو لماذا لم يأخذ هذا الكتاب بروزاً أكثر لما يحمله من معلومات جيدة من جوانب مهمة عن الحياة الاجتماعية في الرياض.
وللزميل الدكتور عبدالله الزازان أسجل تقديري على هذا الجهد الذي يحسب لدار الزازان ولن أنسى هنا الأستاذة نعيمة محمد الضاوي والذي كان حضورها واضحاً في الكتاب، أما ما سطرته أنا بقلمي في هوامش صحفية في جريدة الجزيرة عندما كنت نائباً لرئيس تحريرها فقد جاءت على عجل، فالشيخ محمد بن ضاوي رمز من الرموز الوطنية التي نفخر بها إلى جانب دوره المضيء في المهام التي أوكلت إليه من القيادة الكريمة؛ فالرجل زار إيران وباكستان والهند ولبنان وعدداً من دول العالم ممثلاً للملك عبدالعزيز كما جاء في محتوى هذا المؤلف الجميل. مرة أخرى، رحم الله ابن ضاوي ورفيق دربه في نهاية مشواره محمد بن غيث والذي تخرج من مدرسته.
التعليقات