البشام شجرة يصل ارتفاعها الى أربعة امتار، ثنائية المسكن، لها اوراق مركبة متبادلة ريشية الشكل ما بين 3 - 5 وريقات، الأزهار حمراء اللون شبه لاطئة تتراوح مابين زهرة الى 5 زهرات، الثمرة نووية بيضية الشكل طرفها الأعلى حاد لاطئة تقريباً ومخططة بأربعة خطوط بيضاء طولية، يوجد في الثمرة بذرة واحدة، يفرز الساق والأغصان عند قطعها سائلاً راتنجياً ذا رائحة منعشة. يعرف البشام باسم بيلسان وبيلسان مكة.

اما من الناحية العلمية فيعرف باسم Commpihona Gileadensis وينتشر نبات البشام في جميع انحاء جنوب الجزيرة العربية ويتركز في المملكة العربية السعودية في جبال مكة والمدينة وسلسلة جبال السروات، كما يوجد في اثيوبيا والسودان والجزء المستخدم من البشام جميع اجزاء النبات.

المحتويات الكيميائية:

يحتوي البشام على فلافونيدات وستيرولات وتربينات ثلاثية وزيت طيار ومواد راتنجية ومواد صابونية وقواعد طيارة.

الاستعمالات:

يستعمل البشام او ما يسمى بالبلسان او البيلسان على نطاق واسع فيعتبر كل جزء من الشجر له استعمال خاص وتعتبر شجر البشام من الأشجار التي يعتز بها اهالي المناطق التي تنمو فيها فهي معهم اينما كانوا حيث يستخدمون اغصانها كمسواك ومن افضل المساويك بعد الآراك بل ان البعض يفضلها على الآراك وتستعمل قشور السيقان الذي يسهل قشره من النبات كمصدر لمادة عطرية مسكنة شبيهة بالنعناع، وهذه المادة العطرية هي مادة راتنجية تعد اكثر اهمية من اللبان، كما ان اوراق البشام لها استعمالات شعبية مهمة جداً فهي تخلط مع الحنا لتعطي للحناء لوناً داكناً جميلاً، والأغصان كانت ولازالت تستعمل لتنظيف الأسنان وتتميز بأليافها الناعمة التي لا يضاهيها شيء آخر وتباع اغصان البشام جنباً الى جنب مع مساويك الأراك.

تستخدم العصارة الراتنجية التي تجمع من السيقان والأغصان كأفضل مضاد حيوي لعلاج الجروح وكان الصحابة في حروبهم يعتمدون في معالجة جرحاهم على عصارة البشام حيث كانوا يجمعون العصارة ويجهزونها قبل اي حرب لاستعمالها كعلاج فعال للجروح، وقد ثبت علمياً ان هذه العصارة تحتوي على مواد قاتلة للبكتريا.

تستخدم الجذيرات الصغيرة في قاعدة نبات البشام حيث تقلع ثم تقشر وتؤكل هذه القشور نظراً لشدة حلاوتها حيث تحتوي على كمية من السكر، كما ان الثمار عند نضجها تتحول الى اللون الأحمر تؤكل ويتهافت عليها سكان المناطق التي يكثر بها هذا النبات وهي ذات قدرة كبيرة في اطفاء العطش ولذا يعتمد عليها الرعاة والمسافرون عندما لا يجدون الماء فهي تعينهم كثيراً على تحمل العطش، كما ان هذه الثمار كانت تعتبر مصدراً من مصادر الغذاء حين يندر وجود مصادر غذائية اخرى.

تعتير الأوراق علفاً جيداً للجمال حيث يؤدي الى زيادة ادرار الحليب عند النياق، كما ان شرائح قشور النبات كانت تقطع على هيئة قطع صغيرة وتحفظ من اجل علاج الجروح، كما انهم كانوا يعتمدون عليها في صباغة الملابس وخيوط الغزل حيث تعطي صبغة خضراء زاهية وكان لها قيمتها الاقتصادية في المناطق الذي ينمو فيها النبات.

وكانت القشور تسحق ناعماً ثم تحشى بها الجروح العميقة جداً حيث تقوم على تطهير الجرح وشفائه بشكل سريع.

كما ان الأهالي كانوا يضعون كمية قليلة من القشور مع الشاي ليكسبه لوناً أحمر ورائحة زكية، كما ان كثيراً من الناس يصنعون شاياً من القشور بدلاً من الشاي المستورد ويفضلونه عليه.

وتعتبر عصارة البشام او قشور نبات البشام المسحوق من افضل الأدوية لعلاج الحكة الجلدية والتشققات والقروح والأكزيما والطفح الجلدي بشكل عام وكذلك عضات الكلاب والذئاب، كما يستخدم مغلي الخشب لغسل جسم الأم المتعسرة في الولادة وكذلك غسل جسمها بعد الولادة وغسل المولود بعد الولادة بهذا الماء، وتداوم النفاس على غسل جسمها دوماً بعد الولادة حيث ان هذا الماء مطهر وقاتل لأنواع البكتيريا، كما تستعمل هذا الماء بعد كل عادة شهرية من اجل التنظيف والتطهير التام، وقد اوصوا باستخدام تبخيرة تحضر بحرق الأجزاء الخشبية ثم استنشاقها لعلاج انسداد الأنف ولتسكين آلام العصب الوركي والدوار وتشوش النظر، وكذلك لعلاج اضطرابات الرحم والعقم وكمادة مضادة لسم الثعبان، وفي اماكن اخرى من منطقة الشرق الأوسط تعتبر ثمار هذه الشجرة دواءً جيداً لعلاج عسر الهضم والأرياح المتكونة في البطن، ولتسكين آلام الأمعاء والمعدة ولتخفيف حالات السعال الشديدة، كما تعتبر مادة فاتحة للشهية، وتؤخذ لإعادة الصحة بعد الشفاء من اي مرض، وتؤكل المادة الراتنجية لعلاج حالات الرجفة والبرد، وينظر الى جميع اجزاء الشجرة على انها تحتوي على مميزات وقدرات علاجية حقيقية.