حَفَر البطل وحَفَر، ضمّ معطفه حوله بقوة بينما الرياح الجليدية تكاد تُجمّد الدم في عروقه، ضربات المَعول تتوالى، التراب الثلجي يتطاير في الهواء، ضَربَ المعول جسماً صلباً، ابتسمت عيناه واندفع يحفر بحماس، أخرج صندوقاً معدنياً اكتسى بتربة القرون، وبأنفاسٍ حبيسة فتح الغطاء ليلتمع أمامه الذهب والجواهر التي دفنته أمة بائدة.
المشهد هذا تجده في الروايات والأفلام، وهو من أكثر ما يشوّق البشر لما فيه من المفاجأة والغموض والتاريخ، إلا أنه يحصل في الواقع أيضاً، واسأل المنقبين الإنجليز الذين تفاجؤوا عام 2014م لما حفروا أسفل قصرٍ كبير في منطقة كنت ووجدوا ألواحاً خشبية عليها نقشات طلاسم وتعويذات، اتضح أنها لحماية الملك جيمس من السحر لما نوى زيارة هذا القصر عام 1606م، ولكن جدوله لم يسمح له بالزيارة.
الأديبة الإنجليزية تشارلوت برونتي زارت قصراً لبعض معارفها عام 1839م، وسمعت أساطير خيالية عن امرأة مختلة اسمها ماري حُبِسَت في بعض غُرف البيت، أثارت تشويقها فوضعت في روايتها جين آير شخصية امرأة مجنونة محبوسة في غرفة مجهولة، وعام 2004م في نفس القصر اكتشفوا درجاً يؤدي إلى غرفة مجهولة لم يعرف عنها أحد من قبل! هل أسطورة ماري المجنونة حقيقة؟
في بريطانيا فندق اسمه بالمر لون أُنشئ قبل 200 سنة، لما كان العمال يعملون تجديدات وجدوا أسفل لوح الأرضية وثائق اتضح أنها عسكرية تعود إلى الحرب العالمية الثانية، بعضها شفرة غامضة، بعضها دعوات للجنود لحضور حفل موسيقي، وبعضها أسرار عسكرية عن مشكلات فنية عسّرت غزوة احتلال نورمندي.
ولما احتاج أميركي أن يصلح نظام التكييف في منزله اغتمّ لما عرف أن التكلفة ستكون 6500 دولار، وأثناء العمل فوجئ العمال ببرطمانات كثيرة مدفونة أسفل المنزل، لم تُملأ بالأكل بل بالذهب، قيمتها 300 ألف دولار، وسلموها للمالك وسعادته الغامرة.
ونختم ببطلنا الذي استفتحنا المقالة، فهو حقيقي! هذا السويدي وجد كنزاً مدفوناً لزعيم لقبيلة الفايكنغ مات عام 870م، صندوق فيه آلاف النقود الفضية، عشرات ألواح الفضة، ومئات الأساور والخواتم والقلائد، تقدر قيمتها 500 ألف دولار. ولا في الخيال!
يا ترى هل أسفل منزلك كنز مدفون؟
التعليقات