الاعتقاد الشائع أن الملح ضار في حد ذاته، وأن الشخص يجب أن يقلله قدر الاستطاعة عارٍ من الصحة، وقد أضرت أناساً بل قتلتهم هذه من المعلومات التي فتح عيني عليها الدكتور فريدون بتمنغليج في بعض كتبه، فالملح ليس فقط بالغ الأهمية للإنسان بل لا يعيش من دونه، والإكثار الشديد من الملح ضار كما يضر أي شيء تُكثر منه، ولكن ليس الحل قطعه تماما، ولنرَ ما حصل فعلاً للكثيرين ممن طبقوا ذلك: الأميركان الذين عاشوا على غذاء قليل الملح وجد العلماء أن الكوليسترول والدهون الثلاثية زادت لديهم، وهي أشياء يمكن أن تعرض القلب للخطر، دراسة أخرى وجدت أن المصابين بالسكري زادت وفياتهم المبكرة عندما قللوا تناول الملح، بل حتى غير المصابين وجدت جامعة هارفارد أنهم صاروا أقرب للإصابة بالسكري لما قللوا الملح، وذلك بأن زادت مقاومة الإنسولين لديهم. الرياضيون ممن يعرقون كثيراً ويشربون الماء الكثير (مثل علب تلك الشركة قليلة الأملاح) يصاب بعضهم بالتسمم المائي، وهو عندما يكثر الشخص من الماء من دون تعويض الملح الخارج مع العرق. دراسة نشرتها مجلة الاتحاد الطبي الأميركي في العام 2011م وجدت أن من قللوا الملح لأنهم ظنوا أنه يحمي قلوبهم صاروا أكثر عرضة للإصابة بالجلطة والنوبة القلبية والوفاة، أي النتيجة معاكسة.

ما فوائد الملح؟.. هي أعظم من أن تُحصَر، غير التي بالأعلى هناك (ويجب شرب الكثير من الماء بالإضافة للملح)، فهو يحمي من الإفرازات المخاطية في الرئة والإفرازات الأنفية، الربو والحساسية، ارتفاع ضغط الدم، السكري، ضربات الشمس، يقي الجنين، يقوي صحة الأسنان، يخفف آلام العضلات والحلق ومشكلات الجيوب الأنفية، والكثير جداً غير ذلك.

يقول د. فريدون: إن المزاعم القديمة التي تدّعي أن الملح يرفع ضغط الدم وأنه ضار لا تصمد أمام الأدلة الجديدة التي أظهرت خطأها، والأسبقون كانوا يعرفون أهميته، لذلك كان الملح في السابق عُملة يبيع بها الناس ويشترون كما يفعلون بدنانير الذهب.!