العودة لإقامة الصلوات في المساجد بعد زوال الجائحة يقررها ولي الأمر
خطة شاملة لوظائف الأئمة والمؤذنين وتعيين غير السعوديين عند الضرورة
استطاع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز ال الشيخ خلال عامين مضت منذ توليه قيادة الوزارة كسر شوكة المنتسبين لجماعة الإخوان، وسد كل الطرق أمامهم لاعتلاء منابر المساجد والدعوة، ولم يتردد آل الشيخ في كشف مخططات جماعة الإخوان الإرهابية ومحاولاتها البائسة لشق الصف واللحمة بامتطائهم صهوة الدين وهم أبعد ما يكونون عنه.
الوزير آل الشيخ تحدث بشفافية تامة في حوار أجرته معه "الرياض" معريا جماعة الإخوان الإرهابية، واصفا إياها بالشر المستطير على الأمة، ومؤكدا أن من ينتسبون لها لا يتورعون عن امتطاء أي وسيلة للوصول للسلطة ولو على حساب الدين لافتا إلى أن الثورات التي حصلت في معظم البلدان العربية وراح ضحيتها مئات الآلاف من البشر وتهجير وتشريد الملايين من بلدانهم كانت نتيجة مخططات هذه الجماعة الباغية التي تدعمها دويلات على هامش التاريخ، ومؤكدا بأن تلك الدويلات ستؤول إلى الهاوية والسقوط قريباً.
وكشف آل الشيخ عن تشكيل لجان علمية وشرعية لمراقبة ومتابعة أنشطة كل الدعاة عبر مختلف المنصات والقنوات والمنابر الدعوية لتطهير منابر الدعوة من هذه الجماعة.
تطهير منـابر الـدعـوة مـن «الإخوان»
الجماعة الباغية تدعمها دويلات وستؤول إلى السقوط قريباً
وشدد آل الشيخ على أن وزارته لن تسمح باعتلاء منابر المساجد إلا لمن هو مؤهل للإمامة والخطابة لافتا إلى إطلاق خطة شاملة لتوظيف عدد كبير من الأئمة والمؤذنين. وأضاف: ويمكن الاستعانة ببعض المقيمين للإمامة في المساجد التي يصعب إيجاد مواطنين لإمامة الناس.
وأوضح وزير الشؤون الإسلامية أن عمليات تعقيم ونظافة المساجد التي تقوم بها الوزارة في ظل إغلاقها تهدف لتكون مهيأة لفتحها عقب زوال وباء جائحة كورونا، مؤكدا أن إعادة إقامة الصلوات في المساجد مرتبط بزوال الوباء وصدور التوجيهات من الجهات العليا.
وكشف آل الشيخ عن إقامة برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتفطير الصائمين في 18 دولة عبر توزيع سلال رمضانية، مشيرا إلى توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من التمور الفاخرة والتي يزيد مجموعها على 200 طن ستوزع في 24 دولة حول العالم.
الحوار تناول جملة من الموضوعات وفيما يلي تفاصيله:
أعلنتم عن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتفطير الصائمين.. حدثنا عن مستهدفات هذا البرنامج؟ وكم عدد المستفيدين منه؟ وعدد الدول التي سيقام فيها؟
هذا المشروع المبارك يأتي امتداداً للأعمال الخيرة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - في هذا الشهر الكريم الذي يتعاهد فيها إخوانه المسلمين بالعالم ويتلمس احتياجاتهم، والوزارة وبوقت مبكر أنهت كافة الاستعدادات لتنفيذ المشروع بـ (18) دولة عبر الملحقيات الدينية بسفارات المملكة والمراكز الإسلامية التي تشرف عليها بعدد من دول العالم، كما أن تنفيذ المشروع هذا العام سيكون من خلال توزيع السلال الغذائية وفق الإجراءات الاحترازية المتخذة في تلك الدول لمنع انتشار فيروس كورونا، كما تشرف الوزارة على توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من التمور الفاخرة والتي يزيد مجموعها على 200 طن ستوزع في 24 دولة حول العالم بالتنسيق مع الملحقيات الدينية والمراكز الثقافية الإسلامية التابعة للوزارة في الخارج، ونسأل الله أن يجعل كل هذا الأعمال في ميزان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
في كل عام تساهم الجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والجوامع والمساجد بموائد رمضانية.. هل تم توجيه هذه الموائد للأسر الفقيرة ولمساكن العمال في ظل جائحة كورونا؟
في ظل الظروف الراهنة والإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الوزارة تم منع إقامة وتنفيذ مشروعات التفطير في المساجد والجوامع بالمملكة والتأكيد على منتسبي المساجد، وأن يقتصر العمل في هذه المشروعات على الجمعيات الرسمية المصرح لها.
هل هناك توجه لدى الوزارة لإضافة ترجمات لصلاة التراويح والقيام بلغات شرق آسيا بعد تدشين الترجمة باللغتين الإنجليزية والفرنسية؟
في البداية هذا المشروع يعتبر من مشروعات الوزارة الدعوية المميزة التي تقوم بها خلال شهر رمضان، حيث يتم عرض الترجمة النصية باللغة الإنجليزية على قناة القرآن الكريم، والترجمة النصية باللغة الفرنسية من المسجد النبوي على قناة السنة النبوية، بشكل متزامن مع تلاوة أئمة الحرمين الشريفين، إضافة إلى العديد من القنوات الفضائية العربية والإسلامية والمواقع الإلكترونية التي تشارك في النقل المباشر لهذه الترجمة، والوزارة تعمل كل عام على تطويره واختيار الشركات المتخصصة وذات الخبرة في عمل الترجمة الفورية مع مراعاة أن تتوافق مع الترجمات في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكما لا يخفى على الجميع بأن اللغتين الإنجليزية والفرنسية هما اللغتان اللتان يتحدث بها أغلب سكان العالم ولذلك تم البداية بهما، أما عن بقية اللغات فالعمل جارٍ على إدراج لغات أخرى بعد استكمال جميع الضوابط والمعايير الخاصة بالترجمة لكل لغة بحيث تكون متوافقة مع الترجمات المعتمدة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
تم تشكيل لجنة برئاسة معاليكم للإشراف على البحوث الإسلامية المرتبطة بكورونا، ما أهداف هذه البحوث؟ وهل هناك دعم للمشاركين؟ وكم عدد الذين أبدوا المشاركة حتى الآن؟
نعم الوزارة ومنذ بدء جائحة كورونا واكبت جهود الدولة بأعمال كبيرة ومتنوعة من بينها تشكيل لجنة البحوث العملية والشرعية برئاستي ومعالي النائب الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد نائباً للرئيس وعضوية عدد من وكلاء الوزارة والمتخصصين، استشعاراً بأهمية تأصيل الرأي الشرعي تجاه جائحة فيروس كورونا، ومواكبة لجهود الدولة في منع انتشار الوباء وتماشيًا مع رسالة الوزارة وأهدافها في تسخير العلم الشرعي لخدمة المجتمع ومتطلبات الوقت والأحوال التي يعيشها الناس، ولكي يتم معالجة القضايا التي تحدث وفق المفهوم والمنظور الشرعي الصحيح على منهج الوسطية والاعتدال، ولسد الطريق على الفتاوى الضالة التي تصدر من جماعات مخالفة لمنهج السلف الصالح وما عليه العلماء الراسخون بالعلم، ومنذ إطلاق اللجنة عقدت عدة اجتماعات افتراضية وتلقت الوزارة أكثر من إطلاق أعمال اللجنة أكثر من 220 بحثا علميا قدمها علماء وباحثون على مستوى دول العالم، وسوف تعكف اللجنة على دراستها وإقرارها ومن ثم طباعتها والعمل بما جاء فيها.
فسر البعض ما يتم من عمليات لتعقيم المساجد بقرب العودة لإقامة الصلوات والجمع في المساجد. هل يرى معاليكم أن هناك مؤشرات تدل على قرب العودة خاصة مع قرارات رفع منع التجول الجزئي في كافة مناطق المملكة؟
في البداية أقول: إن الوزارة مستمرة في تعقيم ونظافة المساجد في ظل إغلاقها لتكون مهيأة لفتحها عقب زوال الوباء، ولا شك أننا حريصون جداً على الاستمرار في التعقيم وكل ما يبعدنا عن هذا الوباء، والوزارة دائما مهتمة في بيوت الله من ناحية النظافة والتعقيم على مدار الساعة في المملكة ولكن يزداد الوضع الآن بسبب ما رأيناه من هذه الجائحة في اختيار بعض المواد التي لها مفعول أقوى في التعقيم وفق ما ينصح به أهل الاختصاص. أما ما يتعلق بقرار تعليق الصلوات فإذا زال الوباء وصدر توجيه من الجهات العليا سيتم فتح المساجد.
أكد معاليكم على أنه لن يسمح لاعتلاء منابر المساجد إلا لمن هو مؤهل للإمامة والخطابة.. كيف ستحققون هذا الهدف؟
نعم المنابر مسؤولية وأمانة والرسالة التي تخرج منها لا بد أن تكون وفق منهج الوسطية والاعتدال ومن يخالف ذلك فلا مكان له ولن يعتليها، والوزارة أولت هذا الجانب عناية عظيمة تجسيداً لحرص القيادة الرشيدة على سلامة العقيدة والمنهج لكل العاملين في قطاعات الدعوة والإرشاد من لوثات الفكر المتطرف الذي قاد بعض المجتمعات الإسلامية إلى الدمار والهلاك بعد أن كانت تنعم بالأمن والرخاء ولدينا المشهد قائم كما ما يزال في كثير من الدول التي استغلت فيها جماعة الإخوان المسلمين الفرصة وأحدثت القلاقل والفتن وعاثت في الأرض الفساد وسيست الدين لأهداف دنيئة من أجل الحصول على الحكم والجاه والمال بعيداً عن الدين والقيم السامية التي جاء بها وأكد عليها من وحدة الصف وطاعة ولاة الأمور.
ما زالت بعض المساجد بلا أئمة ويستعان ببعض المقيمين لإمامة الناس فيها.. هل لدى الوزارة حلول في هذا الشأن؟
بالنسبة للمساجد التي بها إمام مقيم فهي أما تقع في مناطق نائية أو بعيدة عن سكن المواطنين السعوديين وقد يصعب إيجاد مواطنين لإمامة الناس فيها، وبحسب المادة رقم (9) من نظام الأئمة والمؤذنين التي تنص على (يجوز تعيين المقيم لشغل وظائف المساجد إذا استحال شغلها بسعوديين)، والوزارة تولي المساجد عناية خاصة وتعمل على شغل وظائف المساجد بمواطنين وإحلال المواطن مكان المقيم إذا توفر ذلك، وقد أطلقت الوزارة خطة شاملة لتوظيف عدد كبير من الأئمة والمؤذنين وتم الإعلان عن تلك الوظائف عبر بوابة الوزارة الإلكترونية، وتقدم لها من انطبقت عليهم الشروط ويجري العمل على إنهاء إجراءات تعيينهم، وكل ذلك تحقق بفضل الدعم الكبير من مولاي خادم الحرمين الشريفين والمتابعة الدؤوبة من سمو سيدي ولي العهد - حفظهم الله -.
أكد معاليكم على عظم خطر الإخوان المتظاهرين بالغيرة على بيوت الله.. هل هناك حالات رصدت؟ وكيف ترى خطورة الإخوان في شق الصف ومحاولة تقويض اللحمة؟ وهل ثبت لديكم وجود إخوانيين في المساجد أو ممن يعتلون منابر الدعوة؟
نعم جماعة الإخوان الإرهابية شر مستطير على الأمة وممارساتهم شيطانية، فقد باعوا ضمائرهم وأوطانهم بحفنة من المال المحرم، ولا يتورعون عن امتطاء أي وسيلة من أجل أن يصلوا إلى السلطة ولو على حساب الدين، ولهم دور كبير في شق الصف الإسلامي ووحدة المسلمين، فالثورات التي حصلت في معظم البلدان العربية وراح ضحيتها مئات الآلاف من البشر وتهجير وتشريد الملايين من بلدانهم كانت بلا شك نتيجة مخططات هذه الجماعة الباغية التي تدعمها دويلات على هامش التاريخ ستؤول دولهم إلى الهاوية والسقوط قريباً، ونحن في وزارة الشؤون الإسلامية نقوم من منطلق مسؤوليتنا والأمانة التي تحملناها من ولاة الأمر - حفظهم الله - بتطهير منابر الدعوة من هذه الجماعة وكل من يسلك طريقهم في تقويض اللحمة وشق عصا الطاعة والسمع لولاة الأمر ولدينا لجان علمية وشرعية تعمل على مدار الساعة لمراقبة ومتابعة أنشطة كل الدعاة عبر مختلف المنصات والقنوات والمنابر الدعوية ومن يثبت انتماؤه لهذه الجماعات المنحرفة فلن يكون له مكان في مساجدنا أو المنابر الدعوية.
التعليقات