المملكة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل، والقيادة بما تضع من خطط وما ترسم من أهداف وبرامج، وما تقوم به من متابعة ومراجعة وتعديل، هو أساس نجاح الرؤية وتقدم الوطن..
حفلت الصحف المحلية قبل أيام بتغطية إنجازات برنامج التحول الوطني التي زادت على ستين منجزاً شملت قطاعات كثيرة من أهمها المجال الصحي والعدلي والبلديات والبيئة والتجارة والسياحة والمرأة وتمكينها، ومن الإنجازات تحقيق المملكة المركز الأول عالمياً في سرعة إصلاح بيئة الأعمال. وبرنامج التحول الوطني ليس سوى واحد من برامج الرؤية الثلاثة عشر، والتي وضعت جميعها لبناء وطن يصبح نموذجاً على مستوى العالم على كافة الأصعدة من خلال ثلاثة محاور رئيسة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
مثل هذه التغطية لأحد برامج الرؤية مهمة لإطلاع المواطن على ما تحقق في برنامج واحد ناهيك عن البرامج الأخرى التي لا تقل أهمية عن برنامج التحول الوطني، وبعضها قطع شوطاً في تحقيق أهداف الرؤية كبرنامج الإسكان الذي مكن الآلاف من امتلاك السكن المناسب، وبرنامج صندوق الاستثمارات العامة الذي يركز على البحث عن أفضل الفرص لتنمية المال العام، والتنمية داخل الوطن وتنويع الاقتصاد، وبرنامج التخصيص لتعزيز دور القطاع الخاص وتخفيف العبء على القطاع العام، وبرنامج ريادة الشركات الوطنية لجعلها شركات إقليمية وعالمية رائدة، وبرنامج تنمية القدرات البشرية وهو من أهم البرامج ذلك أنه يهتم بالإنسان وتعليمه وتدريبه وتأهيله لسوق العمل ومواكبة التطورات المتسارعة من تقنية واتصالات والثورة الصناعية الرابعة. ومن البرامج أيضاً برنامج جودة الحياة والذي يركز على تحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن.
وليست كل برامج الرؤية تسير بنفس سرعة أداء برنامج التحول الوطني، لكن جميعها تعمل لتحقيق أهدافها، لذا يجب أن تُبرز ليطمئن المواطن إلى أن الرؤية ستتحقق بإذن الله، وللمزيد من التقدم والنجاح أقدم المقترحات الآتية:
أولاً: لا شك عندي أن الرؤية ستتحقق، ذلك أن أهم عناصر نجاحها هو القيادة التي هي الأساس في تقدم الوطن واستقراره وازدهاره، وكل دولة على مستوى العالم كان السبب الأساس في تقدمها أو تخلفها هو القيادة وليس مصادرها الطبيعية أو موقعها الجغرافي، وإن كانت تلك عوامل مساعدة، وأكبر مثال على ذلك سنغافورة التي آمن قائدها "لي كون يو" بإمكانات شعبه، دون أن يكون لديه أي مصادر أخرى، فالتفت إلى الإنسان وبنائه فركز على تعليمه وتدريبه، والبحث عن القادة وتمكينهم، وهكذا كوريا الجنوبية وقائدها الجنرال بارك، وبناؤه مؤسسات الدولة على أسس حديثة، والدولة بشكل عام تعتمد في بنائها وبقائها على قوة الثلاث سلطات (التنفيذية والقضائية والتشريعية) ثم تأتي السلطة الرابعة والتي هي الصحافة عين القيادة وأذنها وصوت المواطن، وهي التي تقدم النقد البناء، كما تطلع المواطن على الإنجازات كما هو في برنامج التحول الوطني، وحتى تنجح الرؤية لا بد من تقوية كل هذه السلطات حتى تساند بعضها وترتقي بالأداء كل في مجاله، ومن يسمع كلمات الملك ويتابع خطوات ولي العهد يدرك أن مستقبل المملكة مبشر وواعد، وأن الطموح بلا حدود، وأن مستقبل الوطن يصنعه أبناؤه وبناته.
ثانياً: ستخضع برامج الرؤية للمراجعة والتعديل في كل مراحل تنفيذها، لكن الرؤية ستتحقق بإذن الله، وستنتقل المملكة إلى ما بعدها لرؤية العام 2040 وما بعدها، لكن ما تمر به المملكة اليوم وما يمر به العالم بعد وباء كورونا يحتم المراجعة والتعديل وإعادة رسم الأولويات، والنهوض بالبرامج التي رسمتها الرؤية ومراجعة مدى تقدمها باستمرار، على أن تركز على ثلاثة عناصر مهمة وهي: الاستمرار في تطوير التعليم والتدريب في كل مراحله من خلال برنامجه "تنمية القدرات البشرية" الذي يرأسه ولي العهد لأهميته، والعنصر الثاني هو صحة المواطن بتطوير وسائل الوقاية وتعزيز الممارسات الصحية وسلامة البيئة، والعنصر الثالث هو دعم الاقتصاد المحلي ليخلق المزيد من الوظائف المجزية للمواطن، والقضاء على جميع السلبيات التي تحد من توظيفه كالتستر والفساد المالي والإداري، وهذا هو ما سيكفل له العيش الرغيد والحياة المستقرة، ويقلل من تأثير البطالة التي ستجتاح العالم بعد هذا التوقف الإجباري لكل مكونات ومحركات الاقتصاد العالمي والذي بدأت تتضح مؤشراته وتأثيره على كل دول العالم.
المملكة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل، والقيادة بما تضع من خطط وما ترسم من أهداف وبرامج، وما تقوم به من متابعة ومراجعة وتعديل هو أساس نجاح الرؤية وتقدم الوطن.
التعليقات