الحكاية الأولى من الولايات المتحدة: نشرت صحيفة ميامي هيرالد قصة مواطن أميركي كان في الصين وعند عودته إلى بلده بدأت تنتابه أعرض شبيهة بالإنفلونزا وخشي أن يكون قد أصيب بفيروس كورونا. ذهب إلى المستشفى وبعد الفحوصات أخبره الطبيب أنه يعاني من نزلة برد حادة فقط وأنه لم يصب بالفيروس، عاد الرجل إلى منزله وبعد أسبوعين تلقى رسالة من شركة التأمين تطالبه بتسديد ما يقارب 12 ألف ريال قيمة الفحوصات التي أجراها، وبعد مفاوضات مع شركة التأمين وافقت الشركة على تقليص المبلغ إلى 4 آلاف ريال بشرط أن يثبت أن إصابته بنزلة البرد ليس لها علاقة بمرض مزمن كان يعاني منه في السابق.
الحكاية الثانية من مدينة زهدان الإيرانية:
تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي مقطعاً مؤلماً لمواطن إيراني مسن يرقد على أحد الأرصفة بعد أن تهاوت قواه بسبب إصابته بفيروس كورونا، كان من الواضح أن الرجل الذي يسعل بشدة بحاجة إلى عناية طبية عاجلة. المتواجدون حوله اكتفوا بتوثيق اللحظة ولم يستطيعوا مساعدته خوفاً من انتقال العدوى. هذا المواطن لم يجد من حكومة بلاده أي اهتمام بسبب حالة الارتباك الكبيرة التي تعيشها بعد تفشي الوباء. إيران الهشة داخلياً انشغلت برعاية الفوضى خارج أراضيها وتصدير الثورة؛ لكنها تجاهلت أبسط حقوق المواطن الإيراني وهي العيش بكرامة وتلقي الرعاية الطبية اللائقة، لذا تكشف وضع الحكومة المتهالك هناك بعد أن أخضعها الفيروس لاختبار حقيقي.
الحكاية الثالثة من المملكة العربية السعودية:
حيث تحايل مجموعة من مواطنيها على الأنظمة وسافروا إلى بلد معادٍ موبوء بالمرض، وعندما عادوا، لم يبلغوا الجهات المسؤولة عن رحلتهم إلى إيران وتسببوا بالتالي في إدخال الوباء إلى أرض الوطن، ووضع العشرات من مخالطيهم في الحجر الصحي، ورغم ذلك تعاملت معهم الحكومة بكل إنسانية وقدمت لهم أعلى مستويات الرعاية الطبية بشكل مجاني، وخصصت لهم فنادق فاخرة يقضون فيها فترة التعافي، كما أعلنت عفوها عن المتواجدين من رعاياها في إيران ودعتهم للعودة لتتم العناية بهم بشكل لائق ووعدتهم بأن لا تتم ملاحقتهم قانونياً بسبب مخالفتهم للأنظمة وسفرهم إلى بلد تُمنع على المواطنين السعوديين زيارته.
وأخيراً، انتهت الحكايات الثلاث، ويبقى الوطن الذي يستحق محبتك وإخلاصك هو ذلك الذي لا يخذلك في لحظات الشدة، ولا ترتبك أقدامه في ميادين الصراع.
التعليقات