أشاع مرض كورونا ذعراً واسعاً في الأوساط الدولية مسجلاً صورة متطابقة لانتشار بعض الأوبئة التي تفشت من قبل، على رغم أن منظمة الصحة العالمية لم ترفع العلم الأبيض تجاه المرض الجديد واعتبرته في درجة لم ترقَ إلى مرحلة الوباء.

وبالرغم من الطمأنات التي تبعثها المنظمة الدولية إلا أن المجتمعات اتخذت خطاً تصاعدياً تجاه كورونا، وأفرز هذا الوضع أشخاصاً يدعون الطب بل ويفتون فيه بشكل يجعل المتلقين يصدقون ما يقولونه أولئك.

حقيقة الأمر أن التهويل من مرض الكورونا بلغ مرحلة متقدمة جداً على الرغم من طمأنات الدول الواسعة وعملها الدؤوب والمتسارع لاتخاذ كل التدابير للقضاء على الشائعات التي أوجدت جواً من الذعر والحساسية من كل شيء.

وما قامت به المملكة من إجراءات وجدت ترحيباً واسعاً من المجتمع المحلي والإسلامي بكافة أطيافه إلا دليل حقيقي على حرصها وهي التي تتبوأ زعامة العالم الإسلامي على أن تكون المقدسات الإسلامية خالية من أي وباء إكراماً للمكان والمعتمرين والزائرين للبقع الطاهرة.

وإزاء هذه الموجة العارمة من مسلسل التخويف تجاه خطورة مرض كورونا إلا أننا لا نزال نرى ضوءاً في نهاية النفق، فالكثير من المهتمين بالشأن الصحي والمراقبين لهذا المرض يؤكدون على أنه مرض عابر يمكن أن يكون كغيره من الفيروسات، وأنه بتكاتف الجهود سيكون مرض كورونا تحت السيطرة.

آخر الشهادات بحق هذا المرض جاءت من مدير معهد أمراض الحساسية الأميركي الذي أدلى بشهادة له أمام لجنة في الكونغرس، عندما قال إن الوفيات جراء باقي الأمراض وخصوصاً أمراض الإنفلونزا هي أكبر بكثير من وفيات الفيروس الجديد، بل إنه أكد أن الأطفال هم الأقل عرضة للإصابة بهذا الفيروس، داعياً إلى اتخاذ التدابير والحيطة واجتناب الأماكن المزدحمة وعدم الاختلاط بالمصابين، وهذه هي الرسائل ذاتها التي أطلقها المختصون الطبيون العارفون بهذا المرض، رادين بذلك على من جعل الثوم والبصل دواء للأمراض! وأولئك الذين تصدروا المشهد باثين صورة سوداء وقاتمة وسط أجواء رعب وتخويف للناس.