«حذرت المملكة من رمي المسلمين بتهم الارهاب والفاشية دون اعتبار لتاريخ الحضارة الاسلامية الناصع وان ما يرمى به الاسلام اليوم هو نتاج ثقافي غربي في المقام الأول مثل الفاشية» هذا هو رد المملكة الذي نشرته الصحف المحلية يوم الثلاثاء الماضي على الادارة الأمريكية التي وصفت الاسلام بالفاشية بسبب احباط محاولة استخدام الطائرات في عمل ارهابي.

الرئيس بوش استخدم عبارة الاسلام الفاشي وحاول الإعلام الأمريكي بتحريك هذه العبارة لتصبح الاسلاميين الفاشيين... وركزت الادارة الأمريكية منذ 11 سبتمبر على جعل الاسلام كدين وعقيدة هو الخصم وليس فئة من المسلمين هم خصومها... كذلك الحال بريطانيا تتلاعب في العبارات قائلةً التسامح الديني، وتبادل المصالح والتعايش الديني وغيرها من العبارات التصالحية لكنها على أرض الواقع تمارس سلوكاً مختلفاً تحرض ضد الاسلام وتدفع بأمريكا الى المواجهة العلنية ضد الاسلام كدين وعقيدة وليس تحريضاً ضد ارهابيين من المسلمين...

المملكة حرصت منذ البدء على التفريق ما بين الاسلام كدين وبين أعمال المسلمين وتوجهاتهم الايديولوجية أو ما يحمله البعض من نزق ثوري تاريخي ضد الاستعمار... المملكة ترى ان من واجبها تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام لدى البعض من الغربيين وخاصة الادارة الأمريكية التي أصبحت لا تفرق بين الاسلام وبين سلوك بعض الاسلاميين بل ان الادارة الأمريكية تعمد الى الربط ما بين سلوك الأفراد أو الجماعات المتطرفة وبين الاسلام الدين والعقيدة وتحاول ان تسوق هذه الفكرة لجعل الاسلام والمسلمين تحت الضوء العالمي والمعاقبة المستمرة والعصا الغليظة من أمريكا والحلف الأطلسي وقرارات الأمم المتحدة.

الغرب ما زال يتعامل مع العرب والمحيط الاسلامي بعقلية المستعمر والوصاية على الأرض العربية... فإذا كانت أمريكا تنظر إلى الخليج والعراق كحقل نفط وموارد طبيعية فكيف نفسر نظرتها إلى لبنان والأردن ومصر وسورية والصومال والسودان فهل هذه حقول نفط ومنتج بترولي وسلعة اقتصادية استراتيجية؟.. للأسف ما زالت عقلية المستعمر الغربي للعالم العربي هي من يحرك نوازع أمريكا وهي التي تدفع بريطانيا إلى الهرولة الأمامية للشرق...

لن أقول إنها حرب دينية مجردة لكنها حرب وصراع استعماري فبريطانيا وفرنسا قسمت العرب قبل الحربين العالميتين وبعدهما على طريقة قطع الجبن مثلثات ومربعات دول وشبه دول وجيوب وهذا التقسيم لم يرق لأمريكا التي أطلت على العالم العربي من بوابة إسرائيل ونراها الآن تطل من بوابة العراق وربما فيما بعد من السودان والصومال لم يعجبها قطع الجبن الأوروبية وأرادت أن تأتي هي بنفسها إلى ساحة (الجبن) ومطبخه لتعيد تقسيم المثلثات والمربعات الحدودية: دولة تطل على البحر الأبيض المتوسط وثانية على المحيط الأطلسي وثالثة على تخوم البحر الأحمر ورابعة في لسان الخليج وخامسة دولة مغلقة ومتصحرة حيث لا مياه بحرية ولا مياه نهرية ليس لها سوى السبخات الملحية والأودية المتعرجة الجافة. وحتى تفعل فعلتها في الجبن والكعك والمعجنات تضرب بعمق في الاسلام: الدين والايمان، تصفه بالفاشية والارهاب والاجرام وان شعوب هذا الدين هم قتلة ومجرمون.

يجب أن تتحرك جميع الشعوب الاسلامية مع المملكة لدحر فكرة فاشية الاسلام التي تروجها أمريكا إعلامياً وسياسياً.. تحرك الشعوب الاسلامية والحكومات الاسلامية والمنظمات الاسلامية لمواجهة تلك التصريحات هو مواجهة لخطط يعد لها لجعل الاسلام عدو الشعوب غير المسلمة وتجييش الأمم ضد الاسلام وأبنائه.

Jarallh@alriyadh.com