كشف محللون عرب مختصون في الشأن السياسي الإيراني في الشرق الأوسط بأن التسريبات التي بدأ موقع «إنترسبت» الأميركي وصحيفة «نيويورك تايمز» نشرها من صندوق المخابرات الإيرانية ماهي إلا دليل على ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية قبل عام وأكثر ونشرتها عدد من المواقع الصحافية والإخبارية في 3 أبريل 2018م، والتي أكد من خلالها أن هناك محاور الشر في المنطقة تسعى لزعزعة الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي وهي إيران وجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات والجماعات والأحزاب الإرهابية بمختلف مسمياتها وأشكالها، إضافة إلى أن هذه التسريبات تكشف هشاشة النظام الإيراني والتركي وجماعة الإخوان المسلمين.

وقال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية د. محمد محسن أبو النور لـ»الرياض» بأن سمو ولي العهد سبق وأن حذر من محور الشر في المنطقة واستغلالهم للجماعات الإرهابية لنشر الفوضى والدمار، وأضاف بأن المملكة دولة مزعجة لأعداء الاستقرار في الإقليم لأنها دولة قوية ودولة تعتبر هي حائط الصد ضد التوسع الإيراني منذ أكثر من 40 عاماً وبالمناسبة إيران لم تكن تتصور أن تواجهها المملكة بهذه القوة، لأنها كانت تتصور أنها سوف تتمكن من تصدير الثورة بكل سهولة دون أن تجد دفاعا عربيا قويا ومتينا، وفي الوقت الحالي المملكة تمتاز بحكومة شابة قوية وحكيمة مما يزعج إيران وعلى هذا الأمر تحولت إيران إلى التحالفات مع جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وداعش لمحاولة زعزعة الاستقرار في الإقليم لأن زعزعة الاستقرار تعني أولاً ضرب الدول المستقرة وعلى رأسها المملكة والإمارات والبحرين والكويت ومصر لذلك ضباط الحرس الثوري والاستخبارات عملوا بكل قوة منذ العام 2014م حتى الوقت الحالي على زعزعة الاستقرار في تلك الدول حتى تخصم من رصيدها الأمني والسياسي والاستراتيجي، وأكد أن التسريبات التي نشرتها «التايمز» تدل على ضعف عمل الأجهزة الاستخبارية الإيرانية، وأن ضباط الاستخبارات يعانون من نقص في التدريب وضعف بالتكوين العلمي كما أنها تواصل سقوطها في قوتها العسكرية التي تتحدث عنها، مشيراً إلى أن تأثير إيران في العراق هائل جداً فهي تحاول أن تحافظ على العراق كنقطة في الخط البري الواصل ما بين طهران ولبنان حيث حزب الله في جنوب لبنان، كما أن الموقع الجغرافي للعراق هو الموقع الذي شنت منه الفتوحات الإسلامية لفتح بلاد فارس وهذا ما يزال له الأثر الأكبر حتى هذه اللحظة في نفوس النخب الإرهابية الحاكمة في إيران فهي تريد أن تركع هذا الإقليم وهذه الدولة العراقية التي من خلالها تم إسقاط بلاد فارس.

بدوره ذكر الباحث المتخصص في الشأن الإيراني مسعود الفك بأن علاقة إيران مع الإخوان المسلمين تعود للستينات في القرن الماضي وليس من المستغرب أن تكون هناك علاقات بين الإخوان وإيران فكانت أول مجموعة مسلحة للإخوان كانت في إيران يقودها شخص اسمه نواب صفوي، وكان له علاقة وثيقة مع الإخوان المسلمين والتقى بالسيد قطب وغيره في القاهرة، وكذلك المرشد الإيراني علي خامنئي سبق أن نشر عن ذلك، فهم قد يختلفون في التكتيك ولكن متفقين في الاستراتيجيات، وأضاف بالنسبة لإيران ترى أن المملكة العربية السعودية السد المنيع الأول أمام التوغل الإيراني في المنطقة، فهي لن تتردد في التحالف مع أي جهة كانت لتحاول اختراق هذا السد، مؤكداً أن أهداف إيران مكشوفة في العراق منذ دخولها للعراق عام 2003م، وقد تمكنت من تصفية كثيراً من النخب العراقية، وجعلت أهدافها القضاء على كل مكونات الشعب العراقي التي تقبع على حدودها، لذلك ليس بمستغرب أن تشتري الذمم لتحقيق أهدافها، أما حيال تعاونها مع تركيا وجماعة الإخوان المسلمين ضد المملكة ومحاولة الاستهداف فهي تسعى لذلك لكن يقظة المملكة وسياستها قضت على هذا السلوك العدواني وكشفته للعالم، وقصمت ذراع إيران في اليمن بدعمها للحكومة الشرعية اليمنية.

محمد محسن أبوالنور
مسعود الفك