تؤكد تفاصيل نشرة الإصدار التي أعلنت عنها شركة أرامكو السعودية أمس، تمهيداً لطرح جزء من أسهمها في سوق المال المحلية (تداول)، أننا سنكون أمام اكتتاب عالمي، بمواصفات ومعايير دولية، تعزز من نجاح هذا الاكتتاب، الذي ينتظره الملايين في الداخل والخارج، ليس لسبب، سوى أنه اكتتاب القرن الـ21 بلا منازع، الذي يضمن للمشاركين فيه الربح والاستثمار والادخار.. فالنشرة لم تخيب ظن المواطنين بها، بعدما خصصت لهم حصة 0.5 % كحد أعلى من إجمالي أسهم الشركة.

كثير من المواطنين تسيطر عليهم حالة من السعادة والسرور، لأنهم يشعرون أن الدولة -أعزها الله- منحتهم الأولوية في الاستفادة من الاكتتاب في شركة النفط الوطنية، وأن الدولة تنظر إليهم على أنهم شركاء نجاح في مشروعات الشركة وبرامجها ودورها الاقتصادي والاجتماعي داخل البلاد.

ومن هنا يمكن التأكيد على أن نشرة الإصدار هي بمثابة دعوة صريحة ومباشرة من الدولة -أعزها الله- إلى جميع المواطنين للاستفادة من الاكتتاب في أرامكو، وادخار أموالهم في شركة تحقق تطلعاتهم سواء من خلال الأرباح التي ستوزعها عليهم تباعاً، أو من خلال المزايا التي وعدت بها أرامكو المكتتبين المحليين، ويساعد على ذلك أن الحد الأدنى لاكتتاب الأفراد يبلغ 10 أسهم، ولا يوجد حد أقصى.

وتعكس تفاصيل نشرة الإصدار حرص ولاة الأمر على أن يكون المواطنون في مقدمة المستفيدين من الاكتتاب، خاصة عندما وسعت من دائرة المستفيدين، لتشمل الأشخاص السعوديين الطبيعيين، بمن فيهم المرأة السعودية المطلقة والأرملة التي لها أولاد قصّر من زوج غير سعودي، وشددت النشرة على أنه يحق للمرأة أن تكتتب باسمها أو بأسماء أولادها القصّر لصالحها، وأي شخص طبيعي غير سعودي مقيم أو من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي العربي، ممن لديهم حساب بنكي لدى إحدى الجهات المستلمة، كل هذا يؤكد الحرص على استيعاب أكبر شريحة.

وبالنظر إلى مزايا أرامكو، التي خصصتها للمواطنين المكتتبين في أسهمها، نجد أنها كثيرة ومغرية، إذ أعلنت أن كل مكتتب يحق له أن يحتفظ بأسهم الطرح بصورة مستمرة وغير منقطعة، طول فترة استحقاق الأسهم المجانية، سوف يحصل على سهم مجاني واحد إضافي مقابل كل 10 أسهم يتم تخصيصها له من أسهم الطرح.. كل هذا يعطي مؤشرات إيجابية، على نجاح الاكتتاب وجدواه، قبل أن يبدأ.