أخطار السمنة أكثر من زيادة الوزن وتغير الشكل، بل هي مفتاح الكثير من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين والسرطانات وغيرها. كثر الحديث وربما الجدل عن تكميم المعدة أو قص المعدة وتأثيرتها على الشخص في المدى القريب والبعيد، وتكررت الحوارات بين المؤيدين والمعارضين لمثل هذه الجراحات خوفًا من تبعات مضاعفاتها، إلا أنه مع ازدياد معدلات زيادة الوزن والسمنة بدرجاتها الثلاث الأولى والمرضية والمفرطة نتيجة لتغير نمط الحياة انتشار الخمول والعادات الغذائية غير الصحية وضعف النشاط البدني والاعتماد على التقنيات ووسائل النقل في كل شيء تقريبا، ومع انتشار المطاعم الشرقية والغربية والحلويات والمناسبات الأسرية والاجتماعية التي تعتمد أساسا على الأكل، فاستثقل البعض تصحيح ذلك المشوار الطويل من السمنة من خلال التغذية والنشاط البدني، ويجد هؤلاء أعذارا كثيرة تبرر عملهم واختيارهم للعمليات الجراحية، وبخاصة عملية تكميم المعدة. يتم في عملية تكميم المعدة تصغير حجم المعدة حيث يزال جراحيا حوالى 80% من المعدة بشكل نهائي لخارج الجسم فتكون مثل الانبوبة أو الكم، المعدة الجديدة لا يتجاوز اتساعها 120 ميليلتر، مما يجعل المريض غير قادر على تناول كمية كبية من الغذاء ويكفيه حجم كوب واحد من الطعام في المرة الواحدة، وبالتالي تقل الطاقة التي تناولها مما يؤدى إلى إنقاص الوزن. الحقيقة التي لا يعلمها بعض المتكممين أنه بالرغم من استئصال الجزء الأكبر من المعدة إلا أن العملية تظل مجرد وسيلة لإنقاص الوزن ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل دائم، بل لا بد من تعديل نمط الحياة والتوازن في تناول السعرات الحرارية ومزاولة النشاط البدني وإلا ستعود المعدة لحجمها السابق، وهو ما يحدث عند كثير من المتكممين.
التعليقات