لست من المختصين التقنيين ولا رواد الإلكترونيات وعلوم الاتصالات، لكني فرد أتى من جيل سبعيني شهد بدايات انطلاق الثورة التقنية وفرضت عليه متطلبات العصر أن يهتم بالاطلاع على كل ما تقدمه هذه التكنولوجيا المتسارعة بتطوراتها وبرامجها وتقنياتها المذهلة والساحرة ومحاولة مواكبتها بالحد الأدنى من الفهم لربط هذه العوالم المتعددة والمختلفة بعضها البعض ومشاهدة كامل أحداث ومتغيرات المشهد المحلي والعالمي، ومن خلال رحلتي في عوالم التقنية وخدماتها وبرامجها، كان لمواقع التواصل الاجتماعي جانب من هذا الاهتمام الشخصي، ومن بين تلك البرامج والتي لم تثر اهتمامي كما فعل برنامج تويتر موقع التواصل الاجتماعي الشهير "سناب شات" حيث اطلعت من خلاله على بعض حسابات المشاهير من باب البحث عن محتوى يثريني ويمكني من اقتناص معلومة أجهلها فالإنسان مهما تعلم فهو جهول، وبما أننا في موسم سفر اخترت في صيف هذا العام متابعة وجوه قديمة وجديدة ممن ينقلون رحلاتهم من ربوع بلدان العالم المختلفة، وكالمعتاد منهم من قدم لي ما كنت باحثًا عنه من إثراء ثقافي معرفي مميز جديد خطف اهتمامي وأثار به فضول عقلي وشغفي لأنتقل معه خطوة بخطوة مما أضاف لي الكثير والكثير من المعلومات والفوائد العلمية والتاريخية والجغرافية والسياحية، وآخر نقل لي بمحتواه التافه أوجه عالم الغرور والادعاء والتباهي والهياط والفراغ والسماجة وسطحية التفكير وسوء ما يقدمة من محتوى لا يرتقي أن يعرض أمام الملأ، وقد أكون مجحفًا بحق هذه الفئة السلبية وغير متوافق معهم بحكم فارق السن والمبادئ واختلاف تفكير الأجيال وتفاوت مفاهيمها، كما لا يمكن لي مصادرة حقهم طالما أن النظام والقانون لم يجرم فعلهم، لكن هذا الطرح يضعنا أمام تحدٍ كبير إذا أخذنا سلبياته هو وكل مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها محبوبي تويتر، وما تتركه هذه المواقع من أثر سيئ على جيل ناشئ يقضي معظم أوقاته داخل إطار جواله أو لوحه الكفي أو جهاز الكمبيوتر أو من ساعته الإلكترونية، وهو ما لا نستطيع الوقوف أمامه أو منعه فلكل جيل مفاهيمه وأدوات عصره التي تفرض نفسها مع مرور الزمن، فهذا العالم التقني مرعب ومخيف واستطاع خلال سنوات معدودة من أن يكون سيد التأثير الأول على مراهقي العالم وأضعف كل ما سواه من مؤثرات محيطة بجيل هذا العصر، وهو ما يتطلب منا كأولياء أمور أن نواجه هذا التغلغل الناعم بالتوعية لا سواها ومخاطبة عقول أجيالنا القادمة بلغة عصرهم لا بلغة عصورنا السابقة، وختامًا بما أني قد تطرقت لبرنامج سناب كمثال أنصح بعضهم ألا يسرق كل وقت عائلته لأجل متابعيه، وأن يستمتع بكل تلك الزوايا واللحظات العائلية بعينه المجردة لا من خلال شاشة جواله.
التعليقات