لقد استطاعت بلادنا - بفضل من الله - أن تضع لنفسها موطئ قدم في مصاف الدول الكبرى من خلال إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والتنموية وخلافها من المشاركات الدولية، فما حققته من مكانة دبلوماسية كبيرة بحكمتها ووعيها بمسؤولياتها وواجباتها السياسية والاقتصادية ودورها الفعال في خلق التوازنات واحترام الالتزامات والمواثيق والعهود منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - إلى عهدنا الزاخر، ساهم بكل فاعلية في تقدم الدولة السعودية وترسيخ مكانتها العالمية وتصاعد تأثيرها في القرارات الدولية، مما انعكس إيجابًا على ثقلها السياسي والاقتصادي في العالم، حيث إن هذا النتاج لم يكن وليد صدفة أو هبة من أحد، بل نتاج عمل شاق امتد لعقود طويلة واجهت فيها الدولة السعودية مختلف الظروف والمتغيرات الدولية والإقليمة التي عصفت بالمنطقة من حروب عسكرية واقتصادية بالتوازن العقلاني حيث استطاعت أن تنأى ببلادنا من كل هذه المتغيرات لتثبت لنا أنها دولة مبادئ ومواقف عادلة لا تحيد عنها مهما تبدلت الظروف، لتحقق من خلالها المزيد من المكتسبات الوطنية بفضل الله، ثم كسب المزيد من ثقة العالم بالسياسات السعودية.

كما أن جهود وتضافر قادة وأبناء هذا الوطن العظيم صنعت لنا أمجادًا تستحق منا أن نفاخر بها أمام مجتمعات العالم، فكم من دولة شبيهة بمواردنا تخلفت عنا ولم تلحق بالركب، بل إنها لم تحافظ على مكتسباتها وتراجعت بمؤشراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى باتت تنافس الدول الرجعية رغم ثرواتها، لهذا نجد بعض شعوب تلك الدول تقر في قرارة نفسها بتمنيها الحصول على رؤيتنا وقادة مثل قادتنا ومكانة دولية مثل مكانتنا، لكن واقعهم المؤسف لا يسعفهم لتحقيق ذلك، ومن هذا المنطلق نجد منهم المحب الذي يتمنى لنا المزيد من الازدهار والتقدم، وآخر يقلل من انجازاتنا الوطنية ويهاجمها من باب شعوره بالنقص والحرمان، لهذا نحن لا نتأثر بمنطوق السفهاء، فما تحققه بلادنا من تقدم مدعاة للفخر والاعتزاز، فالنجاحات متوالية بفضل الله ومشيئته وتضاف لسجلنا الوطني الغني بالإنجازات المشرفة والمتعددة في كل المجالات، وهو ما يؤكد أن السعودية ماضية في انطلاقتها ولن تتوقف عند حد معين فطموحها يعانق السماء، فنحن اليوم نحقق مكانة سياسية واقتصادية أكبر مما كانت عليه بمشاركاتنا في قمم العشرين كدولة ذات ثقل اقتصادي مؤثر في توازنات اقتصاديات العالم، وهو ما يزيدنا اعتزازًا وفخرًا ببلادنا ونحن نشاهد محبوبنا الشاب سمو الأمير محمد بن سلمان وهو يستعد لاستضافة أعمال الدورة الـ15 لاجتماعات قمة قادة مجموعة العشرين للعام 2020 في الرياض، لتكون تلك القمة التاريخية الأولى من نوعها في العالم العربي في دلالة واضحة على دور المملكة المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي.