بكل تأكيد لا أحد يريد نشوب حرب أياً كانت أسبابها، فنتائج الحرب عادة ما تكون كارثية على كل الأطراف، كلنا يعلم ذلك؛ خاصة إذا نشبت حرب في منطقة مثل منطقة الخليج الحيوية لكل العالم، فدول مجلس التعاون الخليجي تحتل المرتبة الأولى عالمياً في احتياطي النفط بإجمالي 497 مليار برميل، ما يعني أن أي إخلال بأمن المنطقة سيكون له الأثر السلبي على أسواق الطاقة العالمية.

من أجل ذلك يسعى المجتمع الدولي إلى تفادي أي نزاع في المنطقة، ولكن مع تلك النزعة السلمية في الجانب الآخر نجد الممارسات الإيرانية في المنطقة تدفع إلى اتجاه التصعيد بافتعال أحداث توالت، اتهمت بها أو اتهم بها عملاؤها في المنطقة، وكلها أفعال استفزازية تعلن عن رغبة إيرانية في تصعيد الأحداث دون وضع حسابات لردود الأفعال عليها، وما إسقاط طائرة (درون) أميركية إلا فعل غير عادي في أجواء غير عادية بحق دولة عظمى ترفض أن تتعامل معها إيران بكل ذلك الصلف وكأنها ند لها.

لا أحد يريد التصعيد ولكن يبدو أن إيران تريده دون أن تحسب حساباً لنتائجه، وكأنها عملية انتحارية مجهولة العواقب، مما يعطينا فكرة أوضح عن ذي قبل أن النظام الإيراني لا يعرف منطق الدبلوماسية في التعامل مع الأحداث، وأن من يقرر السياسة الخارجية الإيرانية أبعد ما يكون عن الحنكة، واستشراف ما يمكن استشرافه حال استمرت تلك السياسة في التصعيد باتجاه المواجهة.

لا أحد يريد الحرب، وإيران تريد إشعال فتيلها دون أن تحسب تداعياتها وستكون أول وأكبر متضرر منها.