منذ الثمانيات الميلادية من القرن الماضي والساحل الشرقي يقدم مسلسلات تلفزيونية خالدة، ساهمت في إثراء التلفزيون السعودي بالعديد من الأعمال التي كانت تنقل بساطة وترابط المجتمع الشرقاوي الأصيل، كلنا نتذكر تفاصيل مسلسل «خزنة» و»عائلة أبو كلش» و»أوراق متساقطة» وغيرها من الأعمال، التي علقت في ذاكرتنا كمشاهدين. بعد تلك الفترة الذهبية بقيت أمواج الساحل الشرقي في حالة «الجزر» لأسباب وصِفَت بالتهميش وخارج دائرة الاهتمام.
ومن جانبه وصف الفنان سمير الناصر الأسباب بأنها أسباب مؤلمة حيث قال: حقيقة إن السبب وراء غياب الدراما الشرقاوية مؤلم، وذلك بعد الاحتواء الذي كانت تحظى به من محطة تلفزيون الدمام كمكان تُعرض فيه الأعمال، ساهم في حضورنا على مستوى الخليج العربي في فترة من الفترات التي كان فيه المسؤولون مهتمين بنا وبأعمالنا، ولكن للأسف أصبحنا الآن مهمشين وأمام عقبات كبيرة حالت من دون إبراز الدور الذي يقدمه فنانو المنطقة الشرقية في الحركة الفنية للمملكة، وتوجد لدينا مؤسسات إنتاج فني تأسست منذ ثلاثين عامًا ولا تزال، وهذه المؤسسات ملتزمة برسوم ومرتبات الموظفين وغيرها من التزامات من الصعب سدادها من دون احتواء من وزارة الإعلام.
الناصر: تلفزيون الدمام ساهم في حضورنا على مستوى الخليج
وأضاف سمير: لا يعتمد التلفزيون السعودي خلال الخمسة أعوام الماضية إلا على مؤسسة أو مؤسستين للإنتاج، حتى وصل إلى مرحلة أن الصفة التي لا بد أن تكون في المنتج هي القدرة المالية التي تؤهله لتنفيذ الأعمال التلفزيونية ويقدمها للتلفزيون باستثناء محتوى العمل، وأصبحت المسألة وكأنها مسألة مقاولات وليست مسألة إنتاج وثقافة.
وبنبرة «عتب» قال الناصر: جميع الدول تدعم وتكرّم وتحتوي فنانيها، لذا وصلوا إلى ما وصلت إليه أعمالهم، ولن نجد عملاً سعودياً يُبث في قناة عربية أو خليجية، وإنما يُعرض في ذات القناة الحصرية التي قدم العمل فيها ولا يُبث في مكان آخر وهنا يتضح الخلل، ولو بحثنا لوجدنا أن هناك خصوصيات أبعدت الكثير عن المجال الفني من فنانين ومخرجين وكتّاب ومؤسسات إنتاج، واستثنت اثنين متبنين لعملية مقاولة تنفيذ الأعمال التلفزيونية في التلفزيون السعودي أو بعض القنوات الخاصة، لكن إذا لم تحتوِ وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، الفنان السعودي فلن يضرب له أي اعتبار من الدول الأخرى.
مثل غيري نتمنى أن نرى الأحلام والأمنيات التي كنا نتمناها منذ أربعين عامًا.! أن يلتفت المسؤولون عن الأعمال المحلية ويتعاونوا على دعمها، ستكون هي أولى الخطوات الصحيحة للإبداع إضافة إلى أنها واجهة للبلد.
وفي ذات السياق تحدث الفنان محفوظ المنسف عن المفاجأة وقال: قدمنا أعمالاً فنية عديدة وعملنا سنوات كثيرة ولكن تفاجأنا بأننا خارج دائرة الاهتمام في الدراما، وحتى في الأعمال المسرحية.!، حيث لم نجد مكانًا للعمل فيه، رغم وجود المسارح في الأندية والمكتبات العامة والكثير من الأماكن. للأسف لا يوجد أحد نتعاون معه، حتى لو وفرنا المسرح، هناك عامل يؤثر سلبًا على الإنتاج المحلي، مثل استقطاب المسارح والفنانين من خارج المملكة.
المنسف: تفاجأنا بأننا خارج دائرة الاهتمام لمصلحة الأجنبي
ويضيف المنسف: يوجد فنانون سعوديون في دول الخليج وهم من خريجي معاهد الفنون، لكن لا يتم إشراكهم في المسلسلات الخليجية، لأنه يوجد عدد كبير من الممثلين في بلد الأصل، وبالتالي هم الأولى في وجهة نظرهم بالمشاركة عن سواهم، وهذا ما أتمنى أن أراه في بلدي من اهتمام ووضع الأولوية للفنان السعودي.
وختم المنسف رغبته باحتضان وزارة الإعلام لفناني الشرقية ودعمها للإنتاج المحلي والأعمال السعودية التي تحاكي طبيعة المجتمع ومعيشته وتلامس حياته الأصيلة، بالفعل لدينا أفكار جديدة فالعالم تقدم والتكنلوجيا تطورت وفتحت لنا أبواباً جديدة في مجال الفن.
التعليقات