تسببت صرامة السياسة الأميركية وفرض عقوبات على النظام الإيراني في اختناق ملالي طهران، ما استدعاهم لتصعيد الأحداث والتوترات في المنطقة، ورفع مستوى المناورات والصدامات مع المجتمع الدولي بلا أي عقلانية تذكر، لتزداد سخونة الأوضاع باستهدافهم حركة الملاحة الدولية والأهداف المدنية في المنطقة، مؤكدين بذلك استمرار ممارساتهم الإرهابية العدوانية المعهودة، بعد أن ضاق الخناق عليهم أكثر، وأصبح النظام يشعر بفقدان موارده المالية، وقرب انهيار اقتصاده بالكامل، إضافة إلى تصاعد غليان الشارع الإيراني، الذي فتك به القمع والفقر والجوع والفساد والبطالة والإحباط وانتشار المخدرات والتخلف والرجعية والاضطهاد والعنصرية.
إن معاناة الشعب الإيراني لا تنتظر بكل تأكيد من بعض الدول الخليجية والعربية والغربية مواقفها الرمادية والضبابية، وتقديم المبررات المجانية الساذجة لهذا النظام العدواني الإرهابي، وإطلاق عبارات ضبط النفس، أو لم يتأكد لنا، وغيرها من الجمل المطاطة، وهو ما يستوجب منها الابتعاد عن هذا التناقض الفاضح، واستنكار هذه الجرائم الإرهابية؛ لكبح جماح هذا الشيطان الثوري، الذي لم تنفك أحلامه الثورية والتوسعية عن العمل الدؤوب على نشر أدلجته لتأجيج الاقتتال والتناحر وإشعال فتيل دمار المنطقة، وتحقيق أهدافه الشيطانية التوسعية.
لقد حرم الداخل الإيراني من مقدراته وحياته الكريمة سنوات طويلة وما زال كذلك؛ بسبب تعنت نظامه الثوري، ووجود دول لا تبحث إلا عن مصالحها التجارية، ودول أخرى وجد معممو طهران في ضعف وهشاشة مواقفها منفذًا ليصبح بمواقفها المتخاذلة معول هدم في المنطقة بأكملها، ورغم كل هذا نجد أنفسنا اليوم أمام بعض التباين العالمي في المواقف؛ بسبب الاعتداءات على السفن التجارية، وحركة الملاحة، وتهديد مصالح تلك الدول واقتصادياتها، بينما لم يكن نفسه موجودًا في حالات الاعتداءات الإرهابية من قبل أذرع هذا النظام الفاشي على العراق وسورية واليمن وعلى أرواح الأبرياء منهم وتدمير أوطانهم، وهو ما عكس لنا حقيقة أهمية المصالح التجارية عند الغرب بعكس اهتمامه بحياة الأبرياء كما يدعي.
ولا أعلم سر هذه المواقف المتباينة من بعض الدول الشقيقة والصديقة ممن فضلت فجأة أن تسدل الستار على مشهد ادعاءات حقوق الإنسان، ورفع المظالم عن البشرية، وتحقيق العدالة الإنسانية، ورفعت دون مواربة أو خجل الستار عن واقعها الحقيقي؛ لنبدأ مشهدا تمثيليا جديدا أسقط فيه بعض الممثلين ورقة التوت عن حقيقة خذلانهم للشعب الإيراني قبل خذلانهم للمنطقة برمتها، ولا يمكن - كما أكد الوزير الجبير - الاستمرار في قبول سلوكيات إيران الثورية العدوانية، وعلينا مواجهة هذه التصرفات بالدبلوماسية والعقوبات السياسية والاقتصادية إلى حين قبول إيران بأن تكون الدولة المدنية.
فهل سنرى إيران العقلانية، أم أن غرورها المعتاد سيجرها لتعليق مشانق الإعدام السياسي لنظامها العدواني، من خلال رفضها الجلوس على طاولة الحوار، والقبول باتفاقية نووية عادلة، تحمي المنطقة وإيران قبل غيرها من سباق التسلح النووي؟
التعليقات