أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن شروط جديدة للراغبين في زيارة البلاد أو السكن فيها. أهمها تسليم كلمات السر لحساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي للخمس سنوات الماضية من تاريخ التقديم على التأشيرة. قرأت من احتج ومن لعن ومن شتم ومن وجه للأميركان اتهامات بالتجسس والتدخل في الشؤون الشخصية للناس.

كلنا نفهم أن من حق كل بلد أن تضع المعايير والشروط المناسبة لحماية أمنها. من أراد زيارة لبنان أو السعودية أو اليابان عليه الالتزام بالشروط التي تفرضها هذه الدول. لا يوجد سبب يجعل أميركا استثناء. في الغرب على أي حال لا تصدر قوانين بهذا المستوى من الحساسية أو الشمولية دون بيانات ودراسات حقيقة تؤكد الحاجة إلى مثل هذه الإجراءات. الحكومة التنفيذية في الغرب ليست مطلقة اليد تفعل ما تشاء حتى وإن كان القرار من ضمن صلاحيتها. فبقدر ما تفكر في جودة مثل هذه الإجراءات تفكر في العواقب. الأحزاب المعارضة والإعلام والانتخابات القادمة والقضاء والبرلمان. أطراف كثيرة لها بالمرصاد. بعضها مغرض وبعض نظامي.

من كثر تطاول الإعلام في العالم الثالث على أميركا وسكوت أميركا عنهم ظن بعض الناس أن أميركا جدار قصير أو أن أميركا جزء من محمياته. يشتم أميركا في مقالاته وتغريداته وفي مجالسه صباحاً ومساء ثم يقضي الصيف في كاليفورنيا. هكذا بكل بساطة. هذا الكلام لم يحدث في زمن منصات التواصل الاجتماعي فقط. كان العروبيون يخصصون نصف إنتاجهم من الثرثرة على صفحات الجرائد في شتم أميركا والإمبريالية في الوقت الذي كان واحدهم يبحث عن فرصة للهجرة إليها ليحصل على حياة كريمة لا يجدها في بلاده. جاء بعدهم الإسلاميون واستلموا راية حرب الشتائم الموجهة للغرب المضحك أن هذه الشتائم على المنصات الأميركية نفسها. يدركون أن الشتيمة على الفيس بوك قبل أن تصل إلى جمهورها تذهب إلى السيرفرات الأميركية ثم تعود لتشنف آذان جمهورها. لا يعلمون أن شتم أميركا على منصات أميركية هو مجد لتسامح القيم الأميركية.

ما الذي تطلبه قوانين الهجرة الأميركية الجديدة. أي واحد يحرض على أميركا أو على السلام لا يحق له دخول أميركا. أبسط محاكمة عادلة ستؤيد مثل هذا الإجراء. لست ملزماً أن تأتي أميركا وليست أميركا ملزمة باستقبالك.

سبق أن كتبت أن السوشل ميديا سيكون سجلك. ما تقوله فيها سوف يكون لك أو عليك في المستقبل. وإذا كانت أميركا سوف تعتمد على خطابك في السوشل ميديا فهذا سيغري كثيراً من الدول للسير عليه والأهم من هذا أن الوظائف ستقيم بالثرثرات التي يطلقها المرء على الملأ. عندما يتقدم المرء على وظيفة قبل أن يقدم شهاداته، هات الباسورد.