أتقدم بداية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، كما أتقدم لكافة الشعب السعودي العظيم والعالمين العربي والإسلامي بأجمل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأبارك نجاح "قمم الحسم" الثلاث التي عادت بذاكرتي لما سبق أن كتبته قبل أعوام عن الوهلة الأولى التي شاهدت فيها الملك سلمان - حفظه الله - شخصياً وقد كان ذلك في ماربيا عندما رافقت والدي - رحمه الله - بعد أداء صلاة الجمعة لتلبية دعوة كريمة في محل إقامته هناك، حيث كان مجلسه العامر يعج بالمواطنين والأشقاء الخليجيين ومجاميع من نخب العرب كما جرت عادته في كل جمعة، وكأي طفل صغير كنت أعيش رهبة لقاء أول أمير سعودي مسؤول في حياتي، وكيف لا أعيشها وأنا أمام أمير تميز بإطلالته المهيبة، لكن ذلك لم يدم كثيراً عندما كسر رهبتي بأبوته الحانية وهو يلاطفني بكلمات قليلة وابتسامة جميلة، مرحباً بالصغير قبل الكبير وموزعاً وقته بين كل من وُجد في محل إقامته، وكما لو كانوا جميعهم ملوكاً في ضيافته فرأيت حينها سلمان الأب الإنسان.
لتمضي بعدها الأعوام الطويلة ويحين موعد لقائي الثاني معه بقصر الحكم في الرياض وأنا الشاب اليافع الذي نزع ثوب طفولته ودخل قصر الحكم في الرياض مراجعاً ليرى شؤون الحكم والإمارة في مجلسه، والذي كان يستقبل فيه جموع المواطنين والمقيمين دون كلل أو ملل، لحل المظالم وتذليل الصعوبات التي تواجههم بحكمته وفراسته، فشاهدت حينها الحزم والإنصاف في تعامله، والمحاسبة العسيرة لمن عطل مصالح الناس، فإمارة منطقة الرياض تعد من أصعب الإمارات إدارة لما فيها من نهضة مدنية وحركة عمرانية دائمة ونمو سكاني متنامٍ لا يتوقف، إضافة إلى القضايا والنزاعات الاجتماعية الشائكة والتي يحتاج بعضها للحكمة البالغة والتروي والمعرفة التامة بتاريخ المتنازعين والممتدة بعضها منذ عشرات السنين إن لم تكن أكثر، ناهيكم عن متابعته القضايا الأصغر حجماً حيث يحرص شخصياً على أن يوليها الاهتمام نفسه.
لقد شاهدت حينها مزيجاً من الحزم والرحمة، والتقدير الكبير لمن حضروا للسلام عليه في مجلسه العامر حين يبادرهم بالسؤال عن آبائهم وأعمامهم وأخوالهم، لتجد نفسك أمام رجل لم تشغله مسؤولياته الجمة عن السؤال عن أحوال إخوانه وأبنائه من الشعب الكريم، فرأيت حينها سلمان الحاكم الحازم المهتم بأحوال مواطنيه، مما رسخ في قلبي وقلوب آخرين محبة هذا الملك الذي امتلك قلوبنا بحزمه وهيبته في المعاملات الرسمية وحقوق الناس، ولينه وعطفه وأبوته في المعاملات الشخصية وحاجات الناس، لهذا أحببناه أميراً وملكاً، فهنيئاً لنا بسلمان الحزم وهنيئاً لنا بمحمد العزم ودامت أفراحك يا وطني.
التعليقات